خرج المئات ليل السبت 11 اغسطس الجاري في عدد من المدن المغربية استجابة لدعوة اطلقتها حركة 20 فبراير للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية واعتقال نشطاء الحركات الاحتجاجية، كما افاد ناشطون ومراسل وكالة فرانس برس. وقرابة الساعة 22,30 تغ تجمع حوالي 300 شخص في ساحة "باب الأحد" وسط العاصمة الرباط، رافعين شعارات منددة بقرار الحكومة زيادة اسعار المحروقات والذي ادى بحسب المتظاهرين الى ارتفاع أثمان باقي المواد الاستهلاكية. وكانت المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة حكومية متخصصة في الاحصاء) توقعت استمرار ارتفاع أثمان المواد الاستهلاكية، مرجعة ذلك الى زيادة الحكومة أسعار المحروقات. وأخلت الشرطة الشارع الرئيسي حيث يوجد البرلمان في انتظار عبور المتظاهرين الذي اكتفوا بالوقوف في ساحة باب الأحد لمدة ساعة ونصف. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الشرفاء في السجون والسارقون فوق القانون"، "المخزن وابن كيران أشعلوا في الشعب النيران" و"كفى من الزيادات، جيوب الناس فرغت". وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح نشطاء حركة 20 فبراير المعارضة وكل من اعتقل من المتظاهرين السلميين خلال الاحتجاجات التي شهدها مؤخرا عدد من المدن المغربية. واعتقلت السلطات وحاكمت عدد من النشطاء الذين شاركوا في مسيرات احتجاجية لحركة 20 فبراير، ووصفت تقارير حقوقية الأمر بأنه "اعتقالات انتقامية ضد من نادوا بالتغيير ومحاربة الفساد"، في حين اعتبرت الحكومة ان "الأمر يتعلق باحتكاك بين الأمن والمتظاهرين". كما رفع المتظاهرون عددا من الشعارات المنتقدة لرئيس الوزراء عبد الاله ابن كيران وحكومته، معتبرين ان "ابن كيران يسود والآخرون يحكمون"، مطالبين برحيله. كما غنى المتظاهرون جملا منتقدة لتصريحات رئيس الحكومة حول محاربة الفساد حين قال "عفا الله عما سلف ومن يعود ينتقم الله منه"، واصفين الحكومة بانها حكومة "عفا الله عما سلف"، وحكومة "الرازق هو الله"، "واللطف من عند الله". وقال ابن كيران في لقاء امام محازبيه السبت انه لا يتضايق من الانتقادات التي يوجهها له اعضاء الحزب وغيرهم "بشرط ان تكون هذه الانتقادات معقولة ومبنية على اساس"، داعيا الى عدم التشكيك في سياسته في محاربة الفساد. وعاد المتظاهرون من جديد لتوجيه الانتقادات لمحيط الملك، معتبرين انه هو المتحكم في دفة القرار، وان الحكومة الحالية لا تملك زمام الامور. وأفاد شهود عيان لفرانس برس من مدينة الدارالبيضاء ان ما يقارب الف شخص خرجوا للتظاهر حاملين الشعارات نفسها المنددة بالحكومة وارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية، داعين الى "عدم العودة لسنوات الرصاص"، حين كان يعتقل معارضو النظام ويودعون السجن. بدوره حين افاد يحيى البياري، الناشط في حركة 20 فبراير من مدينة تطوان (شمال)، فرانس برس ان "الشرطة قامت بضرب وملاحقة المتظاهرين حتى قبل انطلاق المسيرة"، متحدثا عن "انزال أمني كبير"، ومفسرا ذلك بتواجد الملك محمد السادس في المدينة. وافاد نشطاء آخرون اتصلت بهم فرانس برس ان الشرطة قامت بتفريق المتظاهرين في مدينتي مكناس (وسط)، والجديدة (غرب)، فيما لم يعرف العدد الاجمالي الذي خرج في باقي المدن. ويدعو نشطاء حركة 20 فبراير الاحتجاجية الى الخروج للتظاهر في عدد من المدن المغربية منذ العام الماضي للمطالبة ب"اسقاط الفساد والاستبداد" و"تحقيق الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية". وقد ادت مسيرات الحركة الى اقرار دستور جديد واجراء انتخابات ادت الى فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي الحالي منذ بداية 2012.