يحل رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل ضيفا على قصر الرئاسة في مصر للمرة الأولى عندما يلتقي الرئيس المصري محمد مرسي غدا الخميس، في لقاء يتوقع محللون أن يكون له أثر إيجابي كبير على كثير من الملفات الفلسطينية. وكان مشعل قد وصل القاهرة الأربعاء في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، وبدأ نشاطه بالفعل بلقاء مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي، حيث تم بحث الأوضاع الفلسطينية بشكل عام، مع التركيز على ملف المصالحة وقضية المعابر خصوصا معبر رفح. ويعتقد محللون أن اللقاء بين مرسي ومشعل سيكون خطوة فاصلة في تاريخ التعاطي المصري مع القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، حيث يلفت مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس مصري أحد قيادات حماس منذ تأسيس الحركة قبل نحو ربع قرن. مبارك وحماس وأشار الدراوي في تصريحات للجزيرة نت إلى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك لم يسبق له أن استقبل أيا من قيادات حماس، بل إنه -كما يعتقد الدراوي- بدا في معظم الأحيان في الجانب المعادي للحركة. ويثق الدراوي في أن العلاقة بين مصر وحماس ستتغير كثيرا في المستقبل، لكنه يعتقد أن ملف حماس والقضية الفلسطينية بشكل عام سيبقى في يد المخابرات المصرية، ولن ينتقل إلى وزارة الخارجية كبقية الملفات الخارجية، لعدة عوامل أبرزها حساسية هذا الملف للأمن القومي المصري فضلا عن الخبرة التي تمتلكها المخابرات في هذا الملف الذي انفردت بالتعامل معه لسنوات طويلة. ومن جانبه، يعتقد المحلل السياسي محمد جمال عرفة أن الفترة المقبلة ستشهد تطورات إيجابية على الساحة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بإتمام المصالحة. وأكد عرفة للجزيرة نت أن مجيء رئيس ذي توجه إسلامي في مصر من شأنه أن يزيل كثيرا من العقبات التي كان نظام مبارك يفرضها على حماس، وفي الوقت نفسه يوقف كثيرا من المزايا التي كان يحصل عليها الرئيس عباس، وهو ما يدفع باتجاه توازن يفيد في إتمام المصالحة. وأعرب عرفة عن اعتقاده بأن وقوف مصر على مسافة واحدة من حركتي فتح وحماس سيكون له إثر إيجابي كبير في تسريع المصالحة، غير أنه أشار إلى عقبات لا تزال موجودة يتقدمها ارتباط السلطة الفلسطينية باتفاق دايتون للتعاون الأمني والاستخباري مع إسرائيل، ويعتقد أن الأمر رهن بمدى استطاعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخروج عن هذا الاتفاق باتجاه التصالح مع حماس تحت رعاية مصرية. تأثير معنوي أما السفير هاني خلاف، وهو مساعد سابق لوزير الخارجية المصري، فيرى في لقاء مرسي ومشعل تطورا مهما، خصوصا أنه سيعبر عن اتجاه مصر نحو التوازن في العلاقة بين أكبر فصيلين فلسطينيين. لكنه توقع في تصريحات للجزيرة نت أن تكون نتائج هذا اللقاء أقرب إلى التأثير المعنوي منها إلى الواقع الملموس. ويعتقد خلاف أن قدرة مصر ورئيسها الجديد على التغيير في المعادلات الإقليمية والدولية تبقى محدودة في الوقت الحالي بالنظر إلى الظروف الداخلية التي تشهد استمرار حالة من التنازع السياسي وغياب التوافق فضلا عن التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما قد يعني حرمان الرئيس من أدوات مهمة للعمل الفاعل. ومع اتفاقه في هذه النقطة، يرى المحلل السياسي جمال عرفة أن مصر قد يكون بإمكانها رغم الظروف الراهنة، أن تحقق اختراقا في بعض الملفات، خصوصا الضغط لسرعة إنجاز المصالحة، وكذلك فتح معبر رفح بشكل دائم، وهو ما يعتقد عرفة أنه بات قريبا إلى حد كبير. وقال عرفة إن إسرائيل قد تثير ضجة كبيرة إذا أقدمت مصر على فتح المعبر بشكل دائم، لكنه يتوقع ألا تعبأ مصر الجديدة بذلك، كما يتوقع ألا تغامر إسرائيل بدفع الأمور تجاه التصعيد مع مصر، وهو ما يبدو جليا في تصريحات كثير من القادة الإسرائيليين في الفترة الأخيرة. ** المصدر: الجزيرة نت