أوصى المشاركون في الندوة الدولية حول المجتمعات والمكونات المسلمة في جزر الجنوب الغربي للمحيط الهندي، في ختام أعمالها اليوم في مدينة سان دوني، بجزيرة لاريينيون، إلى تأسيس فريق بحث في شؤون المسلمين في جزر الجنوب الغربي للمحيط الهندي وساحل الجنوب الشرقي لإفريقيا، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، وكرسي اليونسكو في مدينة سان دوني، يتولى مهمة البحث في قضايا المسلمين في هذه المنطقة، والتعريف بالتنوع الثقافي لسكانها، والتنسيق بين مختلف المراكز والجمعيات الإسلامية الثقافية العاملة في جزر المحيط الهندي وساحل الجنوب الشرقي لأفريقيا. ودعوا الإيسيسكو إلى عقد اجتماع دوري لمسلمي جزر الجنوب الغربي للمحيط الهندي وساحل الجنوب الشرقي لإفريقيا تحت رعاية الإيسيسكو، وتعيين منسق إقليمي لاستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في هذه المنطقة، وعقد دورات تدريبية للأئمة ومدرسي اللغة العربية في هذه المنطقة. كما دعوا الإيسيسكو للمشاركة في معرض العلوم العربية الإسلامية الذي سيعقد في مدينة سان دوني بجزيرة لاريينيون سنة 2013، بالتعاون بين جمعية مسلمي جزيرة لاريينيون ومعهد العالم العربي في باريس. وعقدت الندوة بمناسبة تخليد الذكرى الثلاثين لتأسيس الإيسيسكو، تحت عنوان: "ثراء متنوع وهوية هندية محيطية" (une richesse plurielle et une identité india-océanique) بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في لاريينيون AMR التي تحتفل هي الأخرى بمرور 30 سنة على إنشائها، في قصر المدينة في الفترة من 20 إلى 22 يونيو الجاري. وحضر حفل افتتاح أعمالها حاكم الجزيرة، ونائب عمدة مدينة سان دوني، والشخصيات الإدارية والعسكرية العليا في جزيرة لاريينيون، وشخصيات تمثل الأديان والعرقيات المتعددة في هذه المنطقة. وشارك في هذه الندوة باحثون من الجمعيات والمراكز الثقافية الإسلامية من جزيرة مدغشقر، وأرخبيل السيشل، وأرخبيل المالديف، وجزيرة موريس، وجزيرة رودريك، وجزيرة مايوت، وجزر القمر، إضافة إلى جزيرة لاريينيون. وقد تناول المشاركون في أبحاثهم التعريف بأوضاع الأقليات الإسلامية في هذه المناطق، ومختلف الثقافات الأصلية التي يمثلونها، سواء كانت هندية أو سواحيلية أو أوروبية أو عربية، أعطت لهذه المنطقة طابعاً خاصاً وهوية ثقافية متسامحة ومنفتحة على الثقافات الأخرى. ويأتي عقد هذه الندوة ضمن تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي للمسلمين خارج العالم الإسلامي للتعريف بأوضاع الأقليات المسلمة في جزر الجنوب الغربي للمحيط الهندي، وإبراز التنوع اللغوي والثقافي والمذهبي والعرقي لهذه المناطق المتباعدة، ومعالجة الصور النمطية المتداولة في وسائل الإعلام حول الإسلام والمسلمين. وأشرف على هذه الندوة، الدكتور عبد الإله بن عرفة، الخبير المسؤول عن قسم التنوع الثقافي والسياسات الثقافية في الإيسيسكو.