تصريحات شفيق زادت حدة الجدل في الشارع المصري (الجزيرة نت) جدل كبير في الشارع المصري أثاره الهجوم الذي شنه المرشح الرئاسي أحمد شفيق على جماعة الإخوان المسلمين ومرشحها محمد مرسي، واتهامهما بمحاولة استغلال محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك لمصالح انتخابية، وقوله إن انتخاب مرسي -الذي لا يعرف أحد تاريخه- سيؤدي لفوضى وتعطيل مصالح الناس، وتأسيس دولة "طائفية ظلامية". فميدان التحرير الذي غص خلال اليومين الماضيين بعشرات آلاف المتظاهرين الذين بات المئات منهم بالميدان ليوميين متتاليين، للمطالبة بالعزل السياسي لشفيق وإعادة محاكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته وكبار مساعديه، ما زال يضج بحراك سياسي ونقاش ديمقراطي حول الأحداث السياسية التي تعصف بالبلاد. وحضرت الجزيرة نت حلقة نقاش نظمها مجموعة من المعتصمين الذين أجمعوا على أن ما جاء في مؤتمر شفيق الصحفي "لا يستحق الرد"، مؤكدين أن شفيق "يكذب حين يتعهد بدولة مدنية" لأنه فريق بالقوات المسلحة، وسليل نظام عسكري حكم البلاد لعقود. ويتدخل أحد المشاركين في الحلقة ليؤكد أن شفيق يريد "دولة بلطجية يديرها حزب بلطجي"، فيما ذهب آخر بتهديده بمحاكمة عسكرية على "إتلاف أدلة محاكمة مبارك وأعوانه وموقعة الجمل، ومساعدة رجال الأعمال على تهريب أموال الشعب المصري للخارج". وتعهد المشاركون بعدم مغادرة الميدان إلا بعد فتح قضية المحاكمة مجددا، وتجميع الأدلة التي أتلفت والنظر فيها بمحكمة "نزيهة تحكم بالعدل". خسارة شفيق في السياق أكد محمد يوسف -أحد المعتصمين- أن هجوم شفيق على الإخوان ضيَّع منه أصواتا كثيرة كانت متعاطفة معه، وأدى لنتائج عكسية تمثلت بتوحيد الصفوف خلف مرسي، وأضاف أن "رئيس وزراء البلوفر" لم يكن معروفا قبل تكليفه بهذه المهام، ولذلك فإن كل اتهاماته للإخوان مجافية للحقيقة. أما المحامي بالنقض حسني صادق فدعا الشعب المصري لانتخاب مرسي لكي يسلم كل السلطة للجماعة على أن يحاسبها لاحقا، مستشهدا بالديمقراطية الأوروبية التي يتسلم الحزب الفائز فيها جميع السلطات وبعد انتهاء ولايته تتم محاسبته بصناديق الاقتراع. وأضاف أن الإخوان -رغم عدم رضاه المطلق عن أدائهم السياسي- يحملون مشروعا، و"لذا فإنهم الأفضل بهذه المرحلة". بالمقابل يرى أحمد، أن 90% مما قاله شفيق بحق الإخوان صحيح رغم اعتباره "أحد أوجه النظام السابق وركنا من أركان الفلول"، ووصف الإخوان بالفصيل المتوغل الذي يعشق الإمساك والسيطرة على السلطة مما يعني عدم السماح بالتعددية، ليصبحوا بذلك "حزبا وطنيا ثانيا"، ولكن هذه المرة تحت إدارة ووفق رغبات المرشد العام. ويعتقد أن هناك أشخاصا كثيرين ممن تابعوا المؤتمر الصحفي اقتنعوا بكلام شفيق وعدلوا عن رأيهم بمقاطعة الانتخابات واعتبروه "رجل المرحلة". بل إنه يرى أن واشنطن وجدت بديل الحزب الوطني بالإخوان، وخاصة فيما يخص اتفاقية كامب ديفد والعلاقة مع إسرائيل. فوضى بدوره يرسم الصحفي ماهر فرغلي صورة سوداوية للمستقبل، تفيد بأن مصر ستغرق في فوضى عارمة بغض النظر عن هوية الرئيس القادم. وبحسب فرغلي فإن الحادثين اللذين ذكرهما شفيق عن اجتماع كوادر بالإخوان مع ضباط أمن ومخابرات (عامي 1994 و2005) لترتيب مسألة توزيع المقاعد بالبرلمان صحيحتان، وكانتا بمشاركة نائب المرشد العام للإخوان السابق محمد نجيب -الذي أقر بمشاركته بالاجتماع مع نائب مدير المخابرات السابق عمر سليمان الذي تحدث أيضا عن هذه الاجتماعات في مناسبات عدة- كما شارك فيها المرشح المستبعد ونائب المرشد الحالي خيرت الشاطر. وأوضح أن شفيق استطاع استقطاب بعض الأحزاب التقليدية بمؤتمره الصحفي، كما أنه يحاور حركة "6 أبريل" والأقباط ويعدهم بمناصب وزارية محددة، وخلص إلى أن الشارع يعيش فوضى سياسية وقضائية، حيث يتم كسر هيبة القضاء ورفض قرارات قضائية والمطالبة بمحاكم ثورية متوقعا حدوث انقلاب عسكري بالبلاد والعودة للمحاكم العرفية.