تختتم اليوم السبت 19 ماي الجاري فعاليات المهرجان الدولي للعود في دورته الرابعة عشر بتطوان، على ايقاع المايسترو العربي مارسيل خليفة وفرقة من ساحل العاج. وأوضحت سميرة القاديري المديرة الفنية للمهرجان في تصريح لاون مغاربية أن الفنان مارسيل خليفة سيعقد ندوة صحافية اليوم بعد عرضه الفني بسينما اسبانيول. وشارك في هذه الدورة من المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون مع ولاية تطوان والجماعة الحضرية لتطوان ، ثُلة من العازفين المغاربة والدوليين يلتقون على أرض السلام والإبداع والذوق الجميل تطوان، خلقت فسحة جمالية لتبليغ رسالة إنسانية سامية، تسعى للارتقاء بالذوق والتعبير عن مغرب منفتح على كل الثقافات والحضارات ومؤمن بمبادئ التسامح والحوار بين مختلف الشعوب. كما انفتحت هذه الدورة على أنماط موسيقية جديدة فسلطان الآلة يعزف منفرداً ومصاحباً بالقيثارة، بالكمان، بآلات الإيقاع،بالبيان بالناي، بالقانون وغيرها من الآلات الموسيقية، ليثمر مجموعة مختلفة من التوليفات الموسيقية الجميلة. واعترافا وتقديرا لقيمة المبدعين المغاربة الذين ساهموا بقسط وافر في إثراء المشهد الفني الوطني، كرمت وزارة الثقافة خلال هذه الدورة الفنان الأصيل والمبدع الأستاذ محمد بلخياط، الذي ساهم بعطاءاته الإبداعية والبيداغوجية في إغناء وإثراء الخزانة الموسيقية المغربية. وتعميقاً لأواصر الصداقة والتعاون القائمة بين المملكة المغربية ومجموعة من الدول الصديقة، واعتباراً للمكانة المُتميزة التي تحضي بها آلة العود في الوسط الفني التركي وتعميقاً لأواصر العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الصديقين، فإن وزارة الثقافة احتفت خلال الدورة الرابعة عشرة بتركيا كضيف شرف بمشاركة ألمع وأمهر العازفين الأتراك. كما شارك إلى جانب العازفين المغاربة ثلة من الفنانين المتميزين من: تركيا،لبنان،العراق،فرنسا،وساحل العاج. جدير بالذكر أن تطوان مدينة ثقافية،ولها شُهرة دولية منذ القدم،شهدت في عهد الحماية الإسبانية، أنشطة ثقافية، ولعبت أدوراً مهمةً في الحفاظ على الهُوية العربية الإسلامية وحافظت على إرثها الثقافي العميق المُنعكس في اهتمامها بالفنون الجميلة والموسيقى، وكانت حاضنة للعود في الزوايا والمدارس. واحتفاءا بالتنوع الثقافي والانفتاح على الآخر، وسعيا إلى تكريس سجايا التسامح وتشجيع التعابير الموسيقية الجميلة، وبهدف إبراز المُؤهلات التراثية والفنية لبنت غرناطةتطوان قنطرت الحضارات، وتموقعها الاستراتيجي في الموسيقى الأورومتوسطية، ومثل هذه المهرجانات الدولية وخاصة المُتخصصة في العود والطرب الأصيل، لا تتحقق بسهولة واستمرارية هذا المهرجان الذي يتألق اليوم في سماء المهرجانات العالمية، ويعود الفضل للساهرين على تنظيمه بامتياز وبمواطنة مسؤولة، إنهم أناس مسكونة بالعشق الجارف للطرب الأصيل وقلبه النابض العود، امتلكوا الإرادة والتحدي، واستطاعوا مواجهة المُعوقات والصعوبات، وعلى رأسهم تضحيات ومجهودات الفنانة القديرة صاحبة رسالة نشر ثقافة السلام والتعايش والتسامح سميرة القادري، هذه السيدة التي ساهمت بكل ما تملك من أجل رسالتها الفنية الجادة والهادفة، وحققت نجاحاً باهراً وبجانبها جنود الخفاء للدورات السالفة للمهرجان الدولي للعود.