تظاهر الاف التونسيين العلمانيين يوم الثلاثاء 20 مارس الجاري في ذكرى الاستقلال بالشارع الرئيسي بالعاصمة تونس لاظهار رفضهم للدعوات المتزايدة من قبل المحافظين الاسلاميين لتحويل تونس ما بعد الثورة الى دولة اسلامية. رافعين اعلام تونس بلونيها الاحمر والابيض تظاهر الاف التونسيين بشارع الحبيب بورقيبة وهي النقطة الرمزية في الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير كانون الثاني العام الماضي وأثارت انتفاضات الربيع العربي. وقال متظاهر اسمه جابر بن حسن لرويترز "خرجنا بالالاف لنقول لمن يريدون ان يحولوا مسار الثورة ان تونس ستبقى دولة مدنية.. خرجنا لنقول لهم لن تمروا." واضاف "نحن هنا لننتصر لدول مدنية ديمقراطية حرة." وسيبدأ المجلس التأسيسي الذي تهيمن عليه حركة النهضة الاسلامية صياغة دستور جديد خلال الاسابيع المقبلة وسط تجاذبات كبيرة بين الاسلاميين المطالبين بدستور يستند للشريعة والعلمانيين المنادين بدستور مدني حداثي. ومنذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي زاد نفوذ الاسلاميين وتجسد ذلك في وصول حركة اسلامية للحكم. كما تزايد حضور جماعات سلفية وهو ما اثار قلق العلمانيين في البلاد الذين يقولون ان قيم الحداثة ونمط الحياة المتحرر اصبحت مهددة. وفي السابق كان ينظر الى تونس على انها من ابرز قلاع العلمانية في العالم العربي. وجاءت هذه المظاهرة على ما يبدو ردا على مسيرة ضخمة نظمتها جماعات اسلامية الاسبوع الماضي ورفعت فيها شعارات تطالب بدولة اسلامية. ورفع يوم الثلاثاء المتظاهرون الذي بدأوا مسيرتهم من امام المسرح البلدي باتجاه مقر وزارة الداخلية اعلام تونس فقط في اشارة الى ان الولاء للوطن فقط رافضين اقحام الدين في السياسة.