استأنف قطار معطلي محضر 20 يوليوز مسيرته الإحتجاجية منذ بداية الاسبوع الجاري منطلقا من ساحة البريد بالعاصمة الرباط وسط أجواء يلفها الإحتقان والغليان وتشتد فيها التكهنات والشكوك حول مآل المحضر المذكور الذي تشهد فصوله حالة جمود بسبب اقتران مساره بالقانون المالي الذي لم يشق طريقه بعد نحو البرلمان. ويشارإلى أنه سبق انطلاق قطار الإحتجاج تجمع عدد غفير من المعطلين الذين ينتمون إلى ثلاث تنسيقيات ( الموحدة ، الوطنية ، المرابطة ) وسط الساحة المذكورة والذين لم يلبثوا بعد ذلك أن انطلقوا يجوبون شوارع الرباط مرددين هتافات بشكل جماعي حتى إذا ما وصلوا قبالة مقر ولاية الرباط تجمهروا ليطلقوا في خضم ذلك العنان لأصواتهم المطالبة بتسريع تفعيل محضرهم . هذا وقد شهد يوم الأربعاء 29 فبراير الماضي عودة أولائك المعطلين إلى شوارع الرباط لمواصلة احتجاجاتهم السلمية أملا في إسماع صوتهم وإيصال معاناتهم إلى الجهة الحكومية المسؤولة ، غير أن حال ذلك اليوم لم يكن كحال سابقه إذ فوجئ المعطلون حين وقوفهم بشكل سلمي أمام وزارة تحديث القطاعات العامة بهجوم عنيف بالهراوات من طرف رجال الأمن دونما سابق إنذار ما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة أغلبها على مستوى الرؤوس والوجوه ؛ منها الإصابة البليغة التي تعرض لها الكاتب العام لمجموعة - الفرج – على مستوى عينه اليمنى كما سجلت إصابة إطار من مجموعة – الفوز- بشكل بليغ على مستوى عموده الفقري، حيث نقل المصابون بعد ذلك إلى المستشفيات لتلقي العلاجات الضرورية، كما قامت بعد ذلك قوات الأمن بتعقب ومطاردة المعطلين المحتجين ومنعهم من التجمهر في ساحات المدينة . ويبدو أن منسوب الغضب والإستياء قد ارتفع في نفوس معطلي محضر 20 يوليوز بعد ذلك التدخل العنيف والمباغث الذي طالهم إذ في الوقت الذي كانوا ينشدون من وراء وقفتهم السلمية إطلالة مسؤول حكومي للقائهم والتحاور مع ممثليهم لم يجدوا غير الهراوات التي استقبلتهم و سامتهم سوء الحوار. وجدير بالذكر أن نزول هؤلاء المعطلين إلى الشارع يمليه من جهة التأخير الذي تشهده أجرأة محضرهم التي كانت مقررة في نونبر الماضي كما يأتي نزولهم طلبا للقاء جامع المعتصم مدير ديوان رئيس الحكومة وذلك من أجل استشراف مآل محضرهم . إن تدخل الجهة الحكومية المسؤولة لمقاربة هذا الوضع حواريا لا أمنيا بات أمرا مأمولا ومنشودا وذلك من أجل تهدئة النفوس وتسكين مشاعر التوتر المتصاعدة في صفوف المعطلين . وإذا كان عبد السلام البكاري المسؤول عن ملف التشغيل قد أنجز المهمة الموكولة إليه فالتقى كدأبه بممثلي الأطر العليا المعنية بمحضر 20 يوليوز وكشف لهم عن بعض جوانب مسار ملفهم فإن أمل هؤلاء أصبح معقودا على تفضل جامع المعتصم مدير ديوان رئيس الحكومة بلقائهم باعتباره طرفا مشاركا في تدبير ملفهم وذلك ليجلي لهم بقية الجوانب الأخرى التي تخص حال ومآل محضرهم انسجاما مع سياسة القرب والإصغاء التي أعلنت الحكومة الجديدة عن تبنيها في تعاطيها مع قضايا المواطنين.