اشتد غضب سكان حي الهناء "سان ماركريت" بالخميسات إزاء تثبيت عمود لأجهزة الإرسال الهاتفي، تابع لإحدى الشركات المتخصصة في الهواتف النقالة، والذي تم نصبه على أحد السطوح بوسط حيهم، رغم ما قاموا به من تحركات واحتجاجات مكثفة لدى مختلف الجهات المسؤولة والسلطات المحلية والإقليمية، إذ عبروا عن رفضهم المطلق لهذا المشروع بالنظر لما قد يشكله من أضرار على صحتهم وصحة أطفالهم، ولما سيحمله من إشعاعات وذبذبات كهرومغناطيسية حاملة لتأثيرات سلبية على صحتهم وسلامتهم، إلا أنهم اصطدموا بتعنت الشخص الذي قام بتأجير سطح بيته للشركة الهاتفية قصد تثبيت العمود مقابل إغراء مادي على حساب صرخات الجيران والمحيط. وصلة بالموضوع، نظم أزيد من 40 شخصا من ساكنة حي الهناء (سانت ماركريت) وقفة احتجاجية يوم الخميس 23 فبراير الجاري أمام مقر عمالة إقليمالخميسات من أجل إسماع صوتهم، ومطالبين برفع الضرر الذي سيلحقهم بسبب وضع هذه المحطة دون موافقة من السكان، مؤكدين أنهم قاموا بتحركات واحتجاجات مكثفة لدى مختلف الجهات المسؤولة والسلطات المحلية دون أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة، وردد المحتجون خلال هذه الوقفة التي دامت ساعة شعارات من قبيل "هذا عار هذا عار حياتنا في خطر" كما رفعوا يافطتين تحمل الأولى عبارة "ساكنة حي الهناء (سانت ماركريت) يستنجدون لأن صحتهم في خطر"، والثانية "نحن ساكنة حي الهناء (سانت ماركريت) نستنكر الحيف الذي حل بنا ونطالب برفع الضرر الذي أصابنا". هذا وقد خاض سكان حي الهناء طيلة السنة مجموعة من الأشكال النضالية المتمثلة في تنظيم وقفات احتجاجية من أجل إيقاف عملية تثبيت هذه الشبكة على سطح أحد المنازل بالحي، كما وجهت الساكنة ذاتها مجموعة من العرائض والمراسلات إلى الجهات المسؤولة محليا تمخض عنها عقد لقاءات مع لجن تمثلهم، لكن هذه اللقاءات لم تسفر عن أية حلول ملموسة. وأكد أحد المتضررين من ساكنة الحي ل"أون مغاربية" أنه على إثر عدة وقفات احتجاجية، تم استقبالهم من طرف عامل الإقليم والكاتب العام للعمالة والخليفة الأول للعامل ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالخميسات، ثم رئيس المجلس البلدي الذي أصدر أمرا بتوقيف الأشغال، لكن هذا القرار لم يفعل لحد الآن وهو الأمر الذي أثار حفيظة السكان الذين يتساءلون عن ما الهدف من إصدار القوانين، إذا كان هناك أشخاص لا يحترمونها والسلطات المختصة غير قادرة على إخراجها إلى حيز التنفيذ؟ مضيفا أنه في الوقت الذي كنا فيه نبحث عن حل سلمي للمشكل الذي يهدد ساكنة الحي تفاجأنا باستمرار الأشغال بصفة سرية وسريعة... وفي نفس السياق، أكدت مراسلة وهي عبارة عن "نداء استغاثة" صادرة عن سكان حي الهناء موجهة إلى وزير الداخلية يطلبون منه التدخل العاجل للرفع الحيف والظلم الذي سيلحقها جراء تشغيل هذه الشبكة الخاصة بشركة الاتصالات، وتساءلت ساكنة الحي في رسالتها ما الجدوى من وجود السلطات المحلية إذا كانت بكل مكوناتها لا تقو على حماية سكان حي بأكمله من الأخطار التي تحدق بهم؟