رجح الدكتور المغربي جواد الخراز(سكرتير عام لأكاديمية العالم العربي للعلماء الشباب وعضو بالأكاديمية العالمية للعلماء الشباب والباحث الفيزيائي في مجال الاستشعار الفضائي عن بعد والمياه المقيم بالخارج)أن تكون البراغماتية رفيقة السياسة المغربية في ظل حكومة يرأسها حزب إسلامي بما فيها السياسة تجاه أسبانيا،لآن البراغماتية غدت سلعة رائجة في تدبير السياسة في أيامنا هاته، و من ثمّ لا أتوقّع تغييرا كبيرا في السياسة الأسبانية تجاه المغرب خصوصا في مناخ يتسم بأزمة خانقة يعرفها اقتصاد جارتنا الشمالية، مما سيجعل الأمور الاقتصادية من أولويات السياسة الأسبانية في السنتين القادمتين على الأقل،على حد تعبيره. الخراز رفقة سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمغرب وأضاف الدكتور الخراز في حديث خاص ل "أون مغاربية" أن العلاقات الأسبانية المغربية تميّزت على الدوام بفترات مد و جزر، تقارب و تباعد، ولا يخفى على المتتبع لهذا الشأن، أن المغاربة قلقون بعض الشيء من السياسة التي قد ينهجها الحزب الشعبي الحاكم في أسبانيا تجاه المغرب فيما يخص العديد من الملفات الساخنة( الهجرة السرية، المهاجرين المغاربة المقيمين بأسبانيا، الصحراء المغربية، سبتة و مليلية، الصيد البحري، مشاريع التنمية في شمال المغرب...)،و فوز الحزب الشعبي كان متوقعا بالنظر لتحميل غالبية الشعب الأسباني أوزار الأزمة الاقتصادية للحكومة الاشتراكية السابقة، و قد كانت مواقف الحزب الشعبي غداة الحادث الإرهابي الذي عرفته العاصمة الأسبانية في مارس 2004 شديدة التطرف لدرجة اتهام المغرب بالتورط فيها من طرف بعض صقوره، و كانت مواقفه عدائية إبان حكم السيد خوصي ماريا أثنار، و خاصة خلال أزمة جزيرة ثورة أو ليلى، لكن في نفس الوقت، تجدر الإشارة إلى أن أحد المحسوبين على جناح الصقور في الحزب الشعبي السيد"غوستافو أريستيغي" كان قد حاز على وسام ملكي مغربي رفيع سنة 2008، و من ثمّ لا نستطيع الجزم بعداوة ما بين الحزب الشعبي و نظام الحكم في المغرب، لكن مناورات الضغط و حتى الابتزاز قد تستخدم من حين لآخر لليّ الذراع و تحقيق بعض المكاسب، خصوصا قضية الصحراء المغربية و العلاقات مع الاتحاد الأوروبي،على حد قوله. العدالة والتنمية "الحزب الشعبي للمغرب" وفي معرض تعليقه عن تصريحات وزيرة الخارجية الأسبانية "ترينيدا خيمينيت"الأخيرة حول العلاقات بين البلدين، اعتبر الدكتور الخراز أن العلاقات المغربية-الأسبانية لن تتغيّر كثيرا رغم الهواجس و التخوّفات، و بذلك أوافق تصريح السيدة ترينيداد خيمينيث، و حتى السيد سعد الدين العثماني وزير الخارجية بالحكومة المغربية والذي كان قد صرّح للصحيفة الأسبانية اليمينية "لا راثون" أن حزب العدالة والتنمية، هو في بعض النواحي، بمثابة الحزب الشعبي للمغرب، أي أنه يميني كالحزب الشعبي في أسبانيا، و كلاهما كما هو معروف حزبان محافظان يدافعان عن قيم الدين في المجتمعين المغربي و الأسباني. و من ثمّ لن يكون هناك أيّ تباعد يذكر بين الحكومتين. لكن لا أستبعد أن تظهر بين الفينة و الأخرى أزمة من الأزمات، خاصة عندما سيحتاج الحزب الشعبي لتحويل أنظار الرأي العام المحلّي كلما اشتدّ عود الأزمة الاقتصادية، و ليس هناك أفضل من الغول المغربي الذي تختزله ذاكرة تاريخية لقرون خلت تحتفظ بزخم من الصراعات و الخلافات، سينساق المواطن الأسباني إلى حملات التلويح بها بسهولة كما عوّدنا في السابق، إلا أن أملي كبير في حسن تدبير الأمور من طرف الحكومة المغربية الجديدة، خاصة بعد تولي السيد سعد الدين العثماني منصب وزير الخارجية والتعاون بالحكومة الجديدة. مناخ من التعاون والصداقة ومن جهته اعتبر الدكتور الخراز أن تصريحات الحزب الشعبي النارية التي سبقت فوزه بالانتخابات كانت لأغراض انتخابية صرفة، و اتهامات السيد عباس الفاسي للسيد ماريانو ر اخوي بالمستفزّ سيطويها السيد عبد الإله بنكيران بعد مباشرته لمهامه كرئيس حكومة. و تجدر الإشارة إلى أن منسق هيئة الرئاسة والعلاقات الدولية في الحزب الشعبي، السيد خورخي موراغاس كان قد صرّح قبل أيام أن السيد ماريانو راخوي سيعمل مع الحكومة المغربية الجديدة في مناخ من التعاون و الصداقة، وأن أسبانيا والمغرب أكثر من جيران، و سيضطران إلى التعامل مع الكثير من التحديات والفرص لأن ما يجمعهما أكبر بكثير ممّا يفرّقهما. و كما يقال بعد العاصفة يأتي السكون، هذا ما أمله على الأقل، و إن لم يكن سكونا أتمناه صخب التعاون و التبادل التجاري. لوبيات أسبانية لدعم البوليساريو وفي معرض رده عن سؤال ل "أون مغاربية "حول إمكانية نجاح جبهة البوليساريو في تبييض سمعتها لدى المجتمع الدولي بعد مقتل القذافي الذي كان بمثابة الداعم لها بتعويضه بالحزب الشعبي الأسباني،كشف الدكتور الخراز محاولة البوليساريو الضغط عن طريق لوبياتها المنتشرة في أسبانيا عبر المنظمات غير الحكومية و الجمعيات اليسارية و الشيوعية التي كانت دوما خير نصير لهذه الجبهة المسلحة، للوصول إلى سياسة حكومية للحزب الشعبي ترضيها و تمارس ضغوطا أكبر على المغرب لصالح أطروحتها الانفصالية و العدائية لوحدة المغرب،مؤكدا على أن الحزب الشعبي لن يرضخ لمثل هذه الضغوطات إلا في حالة الأزمات، لأنه سيستخدمهم كما جرت به العادة دوما كورقة ضغط على المغرب ليس إلا، و حالما تنفرج الأمور مع المغرب سينساهم من جديد،على حد تعبيره.