استقبل العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الأول، الجمعة 3 فبراير الجاري، بقصر لاثارثويلا بمدريد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني.
وأكد العثماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا الاستقبال الملكي، أن هذا الاستقبال يؤكد حرص إسبانيا على تعزيز علاقاتها مع المغرب.
وأضاف أنه أبلغ العاهل الاسباني تحيات الملك محمد السادس وإرادته بتطوير العلاقات التي تجمع بين البلدين مشيرا إلى أن الملك خوان كارلوس الأول كلفه بنقل تحياته الحارة وعبارات التقدير والاحترام التي يكنها للملك محمد السادس.
وأشار العثماني إلى أن العاهل الاسباني أكد على أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين المملكتين الاسبانية والمغربية.
وقد جرى هذا الاستقبال بحضور كاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية غونثالو دي بينيطو وسفير المغرب في إسبانيا أحمدو سويلم وسفير إسبانيا بالمغرب ألفريدو نابارو والمدير العام للعلاقات الثنائية نبيل الدغوغي.
تجدر الإشارة إلى أن الزيارة الرسمية لوزير الشؤون الخارجية والتعاون لمدريد تأتي بعد الزيارة التي قام بها للمغرب رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي التي شكلت أول رحلة له خارج إسبانيا منذ تعيينه رئيسا للحكومة وذلك على غرار رؤساء الحكومات الاسبانية السابقة.
وحسب مصادر دبلوماسية فإن زيارة سعد الدين العثماني لمدريد تندرج في إطار تعزيز مسلسل اللقاءات التشاورية الدائمة بين كبار مسؤولي البلدين والهادفة إلى تقييم العلاقات السياسية.
كما تتوخى هذه الزيارة الرسمية إعطاء دفعة جديدة للتعاون الاقتصادي وتعزيز مناخ الثقة والاحترام المتبادل الذي يطبع الشراكة الإستراتيجية بين البلدين"
وكان أكد سعد الدين العثماني، أكد أن المغرب وإسبانيا لا تجمعهما فقط الجغرافيا وإنما يجمعهما أيضا تاريخ غني ومشترك، مبرزا أن "التحالف الاستراتيجي" بين البلدين يتجاوز "الخلافات العرضية".
وقال العثماني، في حديث للمجموعة الإعلامية الأيبيرية، أن "البلدين يجمعهما الجغرافيا والتاريخ المشترك الغني، وبالرغم من بعض الاختلافات الواضحة بين بلدين جارين فإن إسبانيا والمغرب يواجهان تحديات مشتركة وهو ما يؤكد أن تحالفنا الاستراتيجي يتجاوز الخلافات العرضية".
وحسب وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الذي يقوم بزيارة رسمية لإسبانيا، فإن الجذور المشتركة تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للعلاقات بين البلدين المتكاملين المدعوين إلى مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بشكل مشترك.
ودعا العثماني، في هذا الحديث الذي نشرته اليوم العديد من الصحف والمواقع الإعلامية الاسبانية، إلى حوار شامل من أجل البحث عن حل متبادل ومتوازن بشأن "القضايا الحساسة" في العلاقات الثنائية، مشيرا إلى اتفاق الصيد البحري وبروتوكول الاتفاق حول الفلاحة وقضية الثغرين المحتلين سبتة ومليلية وموقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء.
وبخصوص اتفاقية الصيد البحري، أشار العثماني إلى أن البلدين الجارين مدعوان إلى مناقشة جميع القضايا من أجل التوصل إلى "توازن مفيد لكلا الطرفين".
وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن اسبانيا تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للمغرب بحجم مبادلات تجاوز ستة ملايير دولار ما بين سنتي 2010 و 2011 فضلا عن تواجد المئات من الشركات الاسبانية في المملكة، مما مكن من خلق أزيد من عشرة آلاف منصب شغل.
وأكد، من جهة أخرى، أن المغرب أطلق مسلسلا من الإصلاحات للاستجابة لانتظارات المواطنين، مبرزا أن "التحدي الكبير للتنمية في البلاد يتمثل في معالجة المشاكل الاجتماعية وتعزيز الطبقة الوسطى باعتبارها أفضل ضمان للاستقرار".
وجدد التأكيد على أن "المغرب يسير في الاتجاه الصحيح وأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملتزم بشكل أكيد تجاه شعبه وأن حكومة جلالته تدرك جيدا لماذا تم انتخابها : إيجاد حلول لمشاكل للمغاربة".