[email protected] يعتبر التواصل جوهرة العلاقات الإنسانية ، إذ هو القناة لتحقيق التفاهم الذي يليه التعاون لبلوغ هدف ما ، مرحليا كان أو استراتيجيا . أما فضاءاته فيصعب تحديدها ، ولست أبالغ إن قلت أنه يلقي بكَلكَله وثِقله في مناحي الحياة كلها ، وأعتقد جازما أن أهم فضاء هو عش الزوجية حيث يقضي الزوجان وقتا يطول أو يقصر حسب ظروفهما أو ظروف أحدهما . وإذا كان معرفة شخصية من تتعامل معه ، مزاجُه ، طباعه ، أفكاره وقناعاته، أمرا حاسما في نجاح التواصل الإنساني، فقد بات الأمر آكد في علاقتك بزوجك ، شريك حياتك ورفيق دربك . لكن قبل ذلك دعني أتعرف وإياك على توصيف المرأة بشكل عام ، من خلال الحديث النبوي الجامع : " المرأة كالضِّلع". حديث أسيئ للأسف فهمه ، فظنه البعض نقيصة للمرأة وتحيزا ضدها ، فاختُزِلت شخصيتها في المكر والخديعة والسحر والشعوذة، مما استوجب التوجس والحيطة والحذر حتى قال قائلهم : " لولا النساء لعبد الله ُ حقا " و" اتقوا شرار النساء ، وكونوا مع خيارهن على حذر". حكم أخرق جائر مرده تصورات وقوالب جاهزة وأعراف بالية اكتست هيبة وقدسية . وحاشا وكلا أن يُشم من تشبيه رسولنا صلى الله عليه وسلم المرأة بالضلع رائحة التحيز ضدها ؟ كيف يكون ذلك كذلك و قد أوصى بها صبية في حِجر والديها فقال : " من كان له ثلاث بنات ، أو ثلاث أخوات ، أو بنتان أو أختان ، فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة " . وأرشد إلى حسن عشرتها زوجا فقال : " استوصوا بالنساء خيرا " . و أما وصيته بها والدة و أما فالحث أشد والحضُّ أبلغ . جاء رجل يسأله عن أحق الناس بحسن صحابته فأجابه وأرشده : " أمك " قال الرجل: ثم من ؟ قال :" أمك " قال الرجل : ثم من ؟ قال : " أمك " قال الرجل: ثم من ؟ قال :" أبوك " .