قصر الشعب وقيادات الأجهزة الاستخباراتية السورية الثلاثة، ومراكز الاتصالات العسكرية، ومخازن الذخيرة، ومنصات اطلاق صواريخ ارض- جو وارض- ارض، والرادارات، ومقرات الفرقة الرابعة، ومنازل كبار المسؤولين والضباط الموالين للنظام السوري، وغيرها، كلها على لائحة اهداف الحظر الجوي والمراقبة الجوية التي ستقوم بها قوات عربية، ربما بمشاركة تركية واسناد اميركي. وحسب معلومات توافرت لصحيفة 'الراي' الكويتية من مصادر اوروبية رفيعة في واشنطن، فانه «يمكن رصد الاهداف السورية المذكورة، وكشف تحركات القوى الامنية بما يؤدي الى شلل الآلة العسكرية لقوات (الرئيس بشار) الاسد، في اقل من 24 ساعة». وتتقاطع المعلومات الاوروبية مع معلومات اميركية مفادها ان قيادة الاركان التركية ابلغت المعنيين بالشأن السوري، في العواصم الحليفة، «عدم جهوزية الجيش التركي للقيام بأي اجتياح لاراضي سورية محاذية للحدود التركية لاقامة منطقة عازلة تؤوي المدنيين الهاربين من العنف الذي تمارسه ضدها قوات الاسد». من سيقوم بالحظر الجوي؟ تجيب المصادر: «مقاتلات عربية، وربما تركية، باسناد لوجيستي اميركي». متى؟ «في اليوم الذي تصدر فيه جامعة الدول العربية قرارا، بموجب ميثاقها، بحماية المدنيين السوريين». هل يلي الحظر الجوي اجتياح عسكري تركي؟ «لا». هل يعني تدخل تركيا مشاركة حلف شمالي الاطلسي؟ «لا» كذلك. هذا هو سيناريو اي تدخل عسكري محتمل في سورية. تقول مصادر عسكرية غربية ان قيادات الاركان في عدد من عواصم العالم «نفضت الغبار» عن الخطة المعدة لسورية و«حدثت من الاهداف، فتخلت عن بعضها واضافت البعض الآخر». نسأل المصادر: «اذا كانت خطة الحظر الجوي على اهداف داخل سورية جاهزة، هل هذا يعني ان النية مبيتة منذ زمن ضد نظام الرئيس بشار الاسد». تجيب: «لدى كل جيش من جيوش العالم خطط موضوعة سلفا يتم تحديثها حسب الحاجة... ولدى واشنطن اليوم على سبيل المثال خطة معدة ضد معظم الدول بما فيها كندا، ولكن هذا لا يعني ان اميركا ستهاجم جارتها الشمالية يوما». متى ساعة الصفر؟ تقول المصادر العسكرية ان «الاجابة لدى السياسيين» وان ما يعنيها هو استعدادها لتقديم «النصح وربما الاسناد لحلفائنا». عن فوائد الحظر الجوي على سورية، تقول المصادر العسكرية ان «الحظر الجوي المقرر على سورية سيقترن مع حظر على حركة الآليات العسكرية السورية، اي الدبابات وناقلات الجند، والمدافع. ومن شأن خطوة كهذه ان توقف حركة قوات الاسد وتشل مقدرتهم على القصف العشوائي للمدن عقابا لسكانها على احتجاجاتهم السلمية». كذلك، تتابع المصادر، «ممكن للحظر الجوي ان يقدم منطقة آمنة للجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش، وفي حال تأمين منطقة كهذه، لا ريب ان اعداد هؤلاء ستتضاعف». اما موقع هذه المنطقة، فقد تكون في «درعا او جبل الزاوية او دير الزور... اوجميعها معا». وعن استبعاد الاجتياح العسكري التركي لاقامة شريط عازل، تقول المصادر: «هناك مشكلة في سيناريو الاجتياح العسكري التركي، فهو قد يؤدي الى مواجهة طويلة الامد بين الجيش التركي وقوات الاسد». وتضيف: «لو اعتبرنا ان قوات الاسد لن تهاجم المنطقة العازلة، هل يسمح الاتراك للمنشقين السوريين شن هجمات من المنطقة العازلة ضد المنطقة التي تسيطر عليها قوات الاسد؟». وتتابع: «ما المهلة الزمنية لاستمرار المنطقة العازلة بحماية تركية؟». كل هذه التعقيدات تلقي بظلالها على القرار التركي القيام باي اجتياح عسكري لبعض مناطق شمالي سورية واقامة منطقة آمنة للاجئين المدنيين السوريين. الا ان تركيا ابدت استعدادها، حسب المصادر العسكرية الغربية، «لتقديم دعم لوجيستي مثل السماح باستخدام مطاراتها لشن الهجمات ولاحقا للطلعات التي ستفرض الحظر». وتقول المصادر ايضا ان «تركيا ابدت استعدادا لمشاركة عدد من مقاتلات إف 16، الى جانب المقاتلات العربية». وسألت «الراي» عن ردة فعل قوات الاسد المحتملة ضد الحظر الجوي في ضوء تصريحات لسياسيين لبنانيين مفادها ان اسرائيل ستتعرض لهجمات صاروخية في حال تعرضت سورية لأي هجوم خارجي، تختم هذه المصادر: «إسرائيل لن ترد».