دوريات للشرطة في جل أزقة المدينة، تواجد كبير لرجال الأمن والمخابرات بالمناطق الحساسة بالمدينة، حافلات القوات المساعدة تطوق مبنى العمالة لحمايته، معتقلون بالجملة، ناهيك عن إكتظاظ المستشفى المحلي بالمصابين، هكذا تبدو مدينة خريبكة بعد مواجهات دامية بين معطلين ورجال الأمن انطلقت منذ زوال أمس الجمعة 13 ماي ولم تنته إلا بعد تدخل الجيش في ساعات مبكرة من صباح اليوم السبت 14 ماي، و أسفرت عن عشرات المعتقلين ومئات المصابين في صفوف المحتجين ورجال الأمن. وكان عدد من أبناء مدينة خريبكة وهم عمال لشركة مستفيدة من صفقة حراسة منشآت المكتب الشريف للفوسفاط قد دخلو في اعتصام سلمي منذ صباح الجمعة المنصرم بسكة القطار الذي ينقل الفوسفاط لينضم إليهم فيما بعد إتحاد المعطلين بالمدينة إلى جانب عدد من أبناء المدينة حيث كان الكل يقوم بعملية توقيف حركة القطارات المحملة بالفوسفاط المتجهة من والى خريبكة نحو الدارالبيضاء ونحو ميناء الجرف الأصفر بالجديدة، مما دفع بقوات الأمن إلى التدخل باستعمال القوة لفض الاعتصام باستعمال الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، للتطور الأمور مساء ذات اليوم إلى مواجهات عنيفة بين المواطنين ورجال الأمن تنج عنها العديد من الإصابات أهمها حالتان وصفت وضعيتهما بالخطيرة , الأول أصيب على مستوى الكلية وتم نقله الى المستشفى العسكري بالرباط , والثاني مصاب على مستوى الرأس وتم نقله الى الدارالبيضاء , والاثنان معا من صفوف القوات الأمنية. وحسب بعض المصادر الحقوقية فقد احتفظت السلطات المعنية ب15 فردا على خلفية هذه المواجهات من أجل التحقيق معهم وتقديمهم للنيابة العامة، في حين أطلقت سراح العديدين بعض التحقق من هوياتهم من بينهم قاصرين. وتجدر الإشارة أن مدينة خريبكة عاشت أحداثا مماثلة بعد إقدام الأمن فجر الثلاثاء 15 مارس 2011 على فض اعتصام لأبناء متقاعدي المجمع الشريف للفوسفاط للمطالبة بتوظيفهم نجمت عنه كذلك مواجهات دامية بين رجال الأمن والمواطنين، والعديد من الإصابات الخطيرة في كلا الطرفين. صور من عدسة هشام مدي: