تعيش إيران لليوم الخامس، على وقع احتجاجات عارمة في أكبر المدن , حيث خرج الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجا على ارتفاع المعيشة و غلاء الأسعار و انتشار البطالة وسط الشباب الإيراني . و تسببت هذه الاحتجاجات في مقتل 20 شخصا، بينهم ثلاثة عناصر من الأمن الإيراني، وفق وكالات أنباء إيرانية, و تتهم السلطات الإيرانية عناصر خارجية بالتشجيع على هذه الاحتجاجات واصفة المتظاهرين بالعناصر المخربة . و حسب ما أعلنته وكالة الأنباء الإيرانية نقلا عن مصادر في الشرطة فقد تم إيقاف حوالي 450 شخصا منذ السبت في طهران في , بينما لا تتوفر المعطيات الرسمية فيما يخص باقي المدن الإيرانية . وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت في تصريحات إعلامية متحدثا لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين "أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد وحوالى مئة الاثنين". و عرفت المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية احتشادا أكبر مع الوقت، في طهران ومدن أخرى، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد. حيث أنه في مدينة نجف أباد، جاء أول إعلان رسمي عن سقوط قتلى من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران، حيث إن شرطيا لقي مصرعه، فيما أصيب 3 آخرون جراء إطلاق الرصاص من أحد المتظاهرين في المدينة التي تقع بمحافظة أصفهان, حيث استخدم هذا المتظاهر بندقية صيد في هجومه هذا على قوة الأمن . كما قتل عنصران آخران من وحدات "الباسيج" على أيدي محتجين في المدينة ذاتها، مساء الاثنين، وفق وكالة "مهر" الإيرانية الموالية للحكومة. و مع تصاعد الاحتجاجات و بداية خروجها عن السيطرة ، خرج الرئيس الإيراني حسن روحاني بتدوينة على صفحته الشخصية في تويتر يطالب فيها بضرورة الالتفات إلى مطالب المواطنين بشأن مشاكل المعيشة، مشيرا إلى أن المتظاهرين ليسوا جميعهم مدعومين من الخارج، وفق قوله. و قال روحاني في تدوينته "لدى المواطنين مطالب بشأن المشاكل المعيشية والفساد وعدم الشفافية في أداء بعض المؤسسات، ويريدون المزيد من الانفتاح.. ليس صحيحا أن جميع الذين خرجوا إلى الشوارع مرتبطون بالخارج. يجب الالتفات إلى مطالب المواطنين" وشهد وسط طهران مع ساعات ليل الاثنين، مظاهرة جديدة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، وذلك غداة مقتل عشرة أشخاص في أسوأ أعمال عنف تشهدها إيران منذ بدء الاحتجاجات الخميس الماضي، ضد الحكومة والظروف المعيشية الصعبة.