مرة المشهد السياسي المغربي مند انتخابات السادس من أكتوبر 2016 بالكثير من الأحداث المثيرة , فتغير المشهد الحزبي و زعاماته , رحل صلاح الدين مزوار عن الأحرار , و غادر حميد شباط حزب الاستقلال , و التحق بهم أخيرا عبد الإله بنكيران, و عوضهم زعامات سياسية جديدة تتميز بالهدوء و قلة الكلام و التواصل , عكس الراحلون . برحيل مزوار شباط و بنكيران يكون قد تم غلق قوس الزعامات الصدامية في المشهد الحزبي المغربي , و بداية معالم مشهد حزبي جديد يؤثثه الزعماء الهادئون الذين لا يظهرون في الإعلام إلا نادرا . و لفهم أعمق لهذه التحولات التي عرفها المشهد السياسي مند انتخابات 6 أكتوبر 2016 , و التي أفرزت نتائج متباينة للأحزاب أثرت بشكل أو آخر في تحديد معالم المشهد الحزبي المغربي , ربطنا الاتصال بالأستاذ الجامعي و المحلل السياسي ميلود بالقاضي حتى يتسنى لنا فهم هذه التحولات بشكل أكبر . ميلود بالقاضي قال أنه و مند انتخابات أكتوبر الأحزاب دخلت الأحزاب المغربية في أزمات داخلية سواء التي انتصرت أو تلك التي لم تحقق نتائج إيجابية . و وصف ميلود بلقاضي سنة 2016 بكونها سنة انتخابات, بينما سنة 2017 سنة عقد المؤتمرات ,و قد عرفت هذه المؤتمرات تغيير الزعامات الحزبية في جل الأحزاب ففي التجمع الوطني للأحرار, تم تغيير صلاح الدين مزوار بأخنوش خلال المؤتمر الاستثنائي للحزب , كما أزيح حميد شباط عن قيادة حزب الاستقلال ,و تم تعويضه نمزار بركة ,و كذلك العدالة و التنمية تعويض بنكيران بسعد الدين العثماني , و أيضا إلياس العماري الذي الان يعيش وضعية ضبابية في قيادة البام . و أشار بلقاضي إلى أن هذه الزعامات تميزت بالخطابات القوية , التواصل المفرط , أو ما نسميه في الخطاب السياسي بالشعبوية , التي أعطت للمشهد السياسي الحزبي الجاذبية و الحيوية , و قربت المواطن من الشأن السياسي العام . و أكد ميلود بالقاضي على الفترة السابقة عرفت تميزا بسبب وجود هذه الزعامات الشعبوية , بنكيران ,شباط , العماري , مزوار , و برحيلهم وقع نوع من التراجع في الحيوية و التصادم الخطابي سواء داخل البرلمان أو وسائل الإعلام العمومية ', و هو ما لا يمكن فهمه إلا بوضعة في الاستراتيجية العامة التي وضعتها الدولة , و التي تعتمد على زعامات تقنية و عملية , و هو ما سيؤتر على التواصل المؤسساتي و بالتالي فالمغاربة سينفرون من السياسة . و أضاف الأستاذ ميلود بلقاضي أنه من المؤكد أننا خرجنا من مرحلة الشعبوية إلى مرحلة اللاشعبوية , و من المؤكد أيضا أن للشعبوية إيجابيات كما لها سلبيات , فصعود زعامات هادئة و خجولة ستؤثر على التواصل الحزبي و المؤسساتي و ستفقد المشهد السياسي التشويق و الجاذبية .