ربطت صحف غربية حملة الاعتقالات الجديدة في المملكة العربية السعودية بتعزيز سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبالإصلاحات الواسعة النطاق غير المسبوقة التي يقوم بها. وول ستريت جورنال: الاعتقالات جاءت تمهيدا لترك الملك سلمان العرش وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن اعتقال أمراء وأعضاء في مجلس الوزراء جاء تصعيدا للحملة التي أطلقتها القيادة السعودية الجديدة بهدف توطيد السلطة في فترة انتقالية، موضحة أن الأمير محمد الذي تم تعيينه وليا للعهد في الصيف المنصرم بدلا من محمد بن نايف، شرع يعزز سلطته، في وقت من المتوقع فيه أن يتخلى الملك سلمان بن عبد العزيز عن السلطة قبل نهاية العام الجاري، أو في أوائل العام المقبل، حسب ما نقلته المجلة عن "مصادر مطلعة". وذكرت المجلة أن رئيس مجلس إدارة شرطة "المملكة القابضة" الأمير الوليد بن طلال، أحد المعتقلين البارزين، كان يعتبر على مدى وقت طويل شخصية مرموقة في مجال الأعمال، لكن لم يكن من بين أهم اللاعبين على رقعة السياسة الداخلية في السعودية، غير أن والده الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود كان معارضا لصعود محمد بن سلمان إلى هرم السلطة. وأكدت "مصادر مطلعة" للمجلة أن وزير الحرس الوطني المعتقل الأمير متعب بن عبد الله كان أيضا بين الأمراء المعارضين لإبعاد محمد بن نايف. وأفادت المجلة بأن هذه الاعتقالات جاءت في وقت تمضي فيه سلطات البلاد قدما في تطبيق خطة الإصلاحات "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد الجديد بهدف تخليص الاقتصاد من الاعتماد على النفط. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السعودي، الباحث في المجلس الأطلسي، محمد اليحيى قوله إن هذه الاعتقالات توجه رسالة مفادها أن محمد بن سلمان لن يقبل بالفساد في تطبيق هذه الخطة. في الوقت نفسه، نوهت الصحيفة بأن اعتقال وزير الاقتصاد والتخطيط عادل الفقيه قد يشكل صعوبة جديدة في تطبيق هذه الخطة، لكونه لاعبا بارزا في هذا الموضوع. نيويورك تايمز: اعتقال الوليد بن طلال سيهز عالم الأعمال ومصير مستقبل ثروته غامض من جانبها، توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اعتقال الأمير الوليد بن طلال ستكون له تداعيات جسيمة على الأوساط المالية، لا داخل السعودية فقط، بل وفي العالم كله، لكونه أحد المستثمرين المهمين في شركات "تويتر" و"Lyft" و"Citigroup" و"21st Century Fox" وغيرها من الشركات العملاقة. وأشارت الصحيفة إلى العلاقات المعقدة التي تربط الأمير المعتقل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن الوليد بن طلال كان ضمن مجموعة من المستثمرين الذين اقتنوا من ترامب فندق "بلازا" في نيويورك، واشترى أيضا يختا من سيد البيت الأبيض الحالي. من جانب آخر، برز بين ترامب والأمير خلاف جدي، إذ وصف الأمير في تغريدة منشورة على حسابه في "تويتر" الرئيس الأمريكي المقبل، في دسمبر/كانون الأول 2015، بأنه "عار على أمريكا كلها"، داعيا إياه إلى الانسحاب من السباق الانتخابي. ورد ترامب على ذلك في "تويتر" بالقول إن الأمير الوليد يريد التحكم في السياسيين الأمريكيين بأمواله، وخاطبه بالقول: "ولن يمكنك فعل هذا عندما يتم انتخابي".