يعتبر الشيبس من أكثر الأطعمة المحببة عند الأطفال على الإطلاق، وذلك نظراً لطعمها اللذيذ، ونكهتها التي يسيل لها اللعاب، وربما لصوت القرمشة الذي ينبعث من طحنها بين الأسنان وتستسيغه الآذان. يصنع الشيبس من البطاطس بعد تقطيعها إلى شرائح رقيقة، ثم يضاف إليها الكثير من المواد الحافظة والمنكهات والزيوت والسكريات، ومن ثم يجرى قليها في الزيت بدرجة حرارة عالية قد تبلغ 180 درجة مئوية، وهذا كله يشكل خطورة على الفئة الأكثر استهلاكاً لها ألا وهي الأطفال. ويمكننا توضيح هذه الخطورة من خلال المعطيات الآتية: أكريلاميد، دهون، ملح، وسعرات عالية تحتوي رقائق الشيبس على مادة الأكريلاميد، وهذه المادة هي مركب كيماوي يتكون في شكل طبيعي في مجموعة كبيرة من الأطعمة أثناء طهيها، وقد وجد الباحثون في التجارب التي أنجزت على الحيوانات وجود رابط ما بين المستويات العالية من تلك المادة والسرطان وحدوث تلف في الخلايا العصبية. تعطي رقائق البطاطس سعرات حرارية عالية تعد من أهم أسباب السمنة عند الأطفال، وغالباً ما يتم تناول تلك الرقائق مع جرعات كبيرة من المشروبات الغازية والسكرية التي تزيد من رصيد السعرات الحرارية. كما تحتوي على نسبة عالية من النشويات، وإذا ما اعتمد الأطفال على هذه الرقائق كمصدر رئيس لغذائهم، فإن هذا يحرمهم من تناول أغذية صحية هم في أمس الحاجة إليها كونهم في طور النمو والتطور. وتعد غذاء ثقيلا لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون، عدا عن أنها دهون مهدرجة سيئة السمعة ذات تأثير سلبي في صحة الطفل لأنها رديئة الجودة، ومعالجتها حرارياً يزيدها سوءاً، وقد تؤدي إلى مشكلات عدة، مثل ارتفاع الدهون في الدم، وعسر الهضم، والإمساك، والإسهال أحياناً. حتى أنها تتجاوز ذلك لتسبب على المدى البعيد الإصابة بأمراض القلب الوعائية والسرطان. في رقائق البطاطس الشيبس الكثير من الملح وعددا لا بأس به من المواد الحافظة والمنكهات و الملونات، والتي غالباً ما تضاف إليها من دون التقيد بأية قيود وضوابط مدروسة، وهذا بلا شك له تأثيرات سلبية في الصحة. نحمل الأهل مسؤولية إدمان أطفالهم المرعب على أكياس الشيبس ! و للأسف،فإن قلة هم الذين يدققون في محتويات كيس الشيبس، والذي يضم إضافات أقل ما يقال عنها بأنها تؤذي صحة آكليها من الكبار، فما بالكم بالصغار ! ونحن نأسف أيضا لموقف الأهالي اللامبالي، والذي يسهم في إدمان أطفالهم المرعب على أكياس الشيبس. صحيح أنه قد لا يمكن مقاومة استعطاف الطفل و توسله، و بالتالي يصعب منعه عنه نهائيا خاصة إذا كان متعودا عليه . لكن يمكن على الأقل الحد من تناوله لمرة واحدة في الأسبوع، وحبذا لو يتم إقناعه برفق ولين في هجرها نهائياً وتوجيهه صوب بدائل أخرى أكثر نفعاً للصحة. و هنا نذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم : "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتق شرا يوقه " .