أثار انتقال الدولي البرازيلي نيمار لصفوف باريس سان جرمان الفرنسي الكثير من الجدل في الوسط الكروي العالمي. واعتبر مراقبون أن صفقة نيمار تمثل رسالة تحد قطرية للدول العربية المحاصرة لها في مواجهة محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا، وحتى رياضيا على اعتبار أن باريس سان جرمان صاحب الصفقة مملوك للدوحة . وتسعى قطر التي يتهمها خصومها بالإرهاب منذ قطع المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات معها، نفي هذا الاتهام عبر عقد صفقات اقتصادية وعسكرية مع دول كبرى وشركات عالمية. وتشكل صفقة انتقال النجم البرازيلي إلى صفوف الفريق الفرنسي محطة رئيسية ضمن هذا السعي نظرا للشهرة الكبيرة التي يتمتع بها نيمار، أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم حاليا، والقيمة المالية الضخمة للعقد الذي يرافقها. ووفقا لاندرياس كريغ من قسم دراسات الدفاع في كلية كنغز كوليدج في لندن، فإن انتقال نيمار "يوجه رسالة قوية إلى العالم الرياضي" ويشكل "خطوة تحد" في مواجهة السعودية والإمارات خصوصا. ويرى خبراء أن وصول نيمار إلى النادي الفرنسي "ضربة إعلامية". ويقول غيدار: "في الوقت الراهن، يشعر خصوم قطر بالعجز في مواجهة استراتيجية الالتفاف (القطرية)، إذ إن أيا من هؤلاء الخصوم لا يملك أداة تواصل مماثلة في قطاع الرياضة على المستوى الدولي". ويضيف: "منذ أيام، لم يعد أحد يتحدث عن الصورة السلبية، بل فقط عن انتقال نيمار، ومن الواضح أن الرياضة هنا تسهم في كسر الحصار السياسي على قطر". ويرى كريغ أن الدوحة سعت إلى شراء خدمات نيمار "بأي ثمن"، وأنها ستقوم بدفع نحو 222 مليون يورو لتمويل الصفقة، وهو مبلغ قياسي في الانتقالات في عالم كرة القدم، معتبرا أن اللاعب البرازيلي يمثل أداة رئيسية للدوحة لإظهار أنها تتصدى فعليا لمحاولات عزلها.