بعد سلسلة من القرارات والتدابير المثيرة للجدل تستعد وزارة التربية الوطنية لإحداث انقلاب حقيقي في الزمن المدرسي، بعد أن تقرر التدريس ما بين 12 ظهرا والثانية زوالا عكس ما كان معمولا به منذ سنوات. حصاد فاجأ النقابات التعليمية بهذا القرار الذي لقي ردود فعل أجمعت على رفضه، بعد أن ربطه الوزير باتساع العرض في مستوى الثانوي التأهيلي موازاة مع ضيق بنية الاستقبال. وفي هذا السياق قال عبد الإله دحمان، الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي للتعليم، إن ما جاء به حصاد يدخل ضمن منطق «البريكولاج» الذي تغرف منه الوزارة من خلال قرارات ترقيعية لا تنفذ إلى العمق. وحذر من أن تفعيل هذا الإجراء ستكون له كلفة، وتداعيات غير تربوية، سيدفع ثمنها التلميذ والأستاذ الذي سيتم العصف باستقراره النفسي والاجتماعي، علما أن تنزيل هذا التوقيت يتطلب حضور الإدارة أيضا، وهو استثناء لا يصلح، بالنظر لتأثيراته الكارثية على المستوى البيداغوجي. مصادر تعليمية حذرت أيضا من مضي حصاد في فرض الدراسة في فترة مخصصة للاستراحة والإطعام، وقالت إن ذلك سيطرح تحديات كثيرة مرتبطة بكيفية تغذية آلاف التلاميذ المعنيين بهذا القرار، في ظل عدم توفر المؤسسات التعليمية على التجهيزات والموارد البشرية اللازمة، وهو ما ربطه دحمان بمحاولة الوزارة التغطية على عدم وجود سياسة تخطيط سليمة.