تزامنا مع ما تشهده مناطق الريف في الأشهر الثمانية الأخيرة من احتجاجات مجتمعية، وما تعرفه معظم المدن المغربية من غليان شعبي؛ نظم نشطاء الجماعة القروية تونفيت بإقليم ميدلت، للمرة الثانية كخطوة تصعيدية، مسيرة مشيا على الأقدام صبيحة أمس الاثنين على الساعة ال11 صباحا جابت الشارع الرئيس للقرية في اتجاه مقر الجماعة، للمطالبة بتحسين الأوضاع بمختلف المجالات. المسيرة التي شارك فيها الطلبة والتلاميذ والموظفون والساكنة وفعاليات المجتمع المدني ومستشارون جماعيون قدموا استقالتهم قبل أيام، والتي تمخضت عن إغلاق باب الحوار من قبل رئيس الجماعة مع النشطاء المحتجين؛ رفع خلالها المحتجون، القادمون من مختلف المداشر التابعة للجماعة القروية، شعارات تروم تحقيق مطالب اجتماعية بالدرجة الأولى، منددين بالأوضاع الكارثية بمختلف القطاعات التي آلت إليها المنطقة، علاوة على التهميش الذي على إيقاعه تعيش البلدة منذ عقود. ومن جانبهم، رفع المتظاهرون شعارات من قبيل "علاش حنا فقرة.. حيت هما شفارة"، و"أسوريف أسوريف.. أبريد إسول إغزيف"، و"حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية"، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الوضع القائم، ومتسائلين عن المستفيد من عائدات شجرة الأرز التي تزخر بها المنطقة نظرا لطابعها الجبلي، وعن مصير المشاريع الملكية ومآل كل التدشينات التي قام بها الملك إبان زيارته للمنطقة، ومحملين المسؤولية لرئيس الجماعة القروية، يقول المحتجون. من جهته، أكد أحد المحتجين في اتصال هاتفي مع موقع "نون بريس"، أنهم خرجوا للتظاهر قصد إسماع صوتهم للمسؤولين عن المنطقة، الذين ينهجون، منذ الأزل، سياسة الآذان الصماء تجاه مطالب الساكنة، يقول المتحدث. وفي السياق ذاته، أضاف فاعل جمعوي شارك في المسيرة، رفض عدم ذكر اسمه، أن مطالب الساكنة كثيرة ومتعددة، وعلى رأسها الإسراع في إنجاز الطريق الرابط بين بومية وتونفيت (37 كلم)، وتبليط الأزقة، وتوفير الإنارة في الشارع العام، وتوفير الدقيق المدعم للساكنة التي تكافح من أجل كيس من الدقيق، وتحسين الخدمات الإدارية وغيرها من المطالب. وفي حال عدم تحقيق المطالب المسطرة، أكد المصدر ذاته عزم المحتجين خوضهم احتجاجات جديدة على شكل خطوات تصعيدية، من قبيل تنظيم مسيرة على أقدامهم في اتجاه العمالة بميدلت لإيصال صوتهم للعامل الجديد التي عين الأسبوع الماضي. جدير بالذكر أن شرارة احتجاجات الريف قد وصلت إلى دواوير إقليم ميدلت التي تغلي في الآونة الأخيرة، بعدما شرعت معظم القرى التابعة للإقليم، في الخروج للاحتجاج على الأوضاع التي لا تبشر بالخير على مختلف المستويات.