وسط أجواء مشحونة وخلافات تزداد اتساعا بشأن "جدوى" مشاركة الحزب في الحكومة، دعا عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، قيادات الصف الأول إلى اجتماع لمناقشة عدد من الملفات الحارقة، أبرزها الاحتجاجات المستمرة بإقليمالحسيمة، وتداعيات التدبير الحكومي على صورة الحزب لدى الرأي العام. وفي الوقت الذي فضل أعضاء الأمانة العامة عدم إثارة أي من القضايا الخلافية، بمناسبة آخر اجتماع لقيادة الحزب، رجحت مصادر قيادية أن يشهد الاجتماع الذي دعا إليه الأمين العام نقاشا صريحا بين مكونات الحزب، خاصة في ظل موجة الغضب التي دفعت بعدد من الأسماء البارزة إلى التعبير عن سخطها من موقف رئيس الحكومة من طريقة التعاطي مع الاحتجاجات في مدينة الحسيمة. ورغم أن الأمين العام ل"المصباح" فضل عدم الإدلاء بأي موقف واضح مما يعيشه إقليمالحسيمة، فإن عددا من الأطراف داخل الأمانة العامة ل"المصباح" تدفع في اتجاه إصدار بلاغ رسمي للحزب لتوضيح موقفه من هذه الاحتجاجات التي أربكت حسابات حكومة سعد الدين العثماني، وجرت عليها غضبة ملكية بسبب تعثر المشاريع المبرمجة في إطار مشروع "الحسيمة منارة المتوسط". وعلاقة بالخلافات التي تفجرت بين أعضاء الأمانة العامة ل"المصباح"، على خلفية مخرجات مشاورات تشكيل الحكومة، كشفت مصادر مطلعة أن بعض صقور الحزب أبدوا غضبهم من عودة "حرب التدوينات" بين بعض قيادات الحزب، وتوجيه أسماء بارزة لانتقادات صريحة إلى حكومة العثماني، في وقت يسعى الأخير إلى نيل دعم الأمانة العامة للتجربة الحالية. وكشفت مصادر حزبية أن بعض الوجوه تعرضت لضغوط للتراجع عن التدوينات التي تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، تفاديا لصب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة، خاصة أن نائب الأمين العام، سليمان العمراني، سبق له أن دعا إلى "التقيد بالضوابط والقواعد الأخلاقية والسياسية المتعارف عليها". وكان القيادي عبد الصمد الإدريسي قد دعا إلى انسحاب الحزب من الحكومة والاصطفاف في المعارضة، حيث تساءل عن جدوى وجود "المصباح" في الحكومة. من جهتها، أشارت النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين إلى أن الحزب يمر بأسوأ مأزق عرفه منذ تأسيسه. وأضافت أن "دس الرأس في الرمال وادعاء أن كل شيء بخير لا يعدو أن يكون تجنيا على سمعة الحزب، وإهدارا لرصيد كبير وعظيم بناه المناضلون بتضحيات كبيرة".