خلفت الأحداث التي تعيشها مناطق الريف على خلفية الاحتجاجات التي انطلقت بها عقب مقتل بائع السمك محس فكري، ردود أفعال متباينة، خاصة في صفوف السياسيين، فهناك من كان ضد ما يقع في الريف وبين من يتفق مع الأمر لكون الاحتجاجات كانت سليمة طيلة أشهر مضت. وبعدما تم اعتقال ناصر الزفزافي زعيم حراك الريف الذي كان هاربا على خلفية تهجمه على خطيب جمعة 26 ماي الجاري ومنعه من إكمال خطبته التي ذكر فيها عبارة "الفتنة"، خرجت بعض الوجوه السياسية لتعبر عن ردة فعلها من اعتقال الزفزافي. واختار هؤلاء السياسيين صفحاتهم الفيسبوكية لينقلوا آراءهم إلى مختلف متتبعيهم. ومن بين أبرز هؤلاء نجد عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، قال في تدوينة له عقب اعتقال زعيم حراك الريف:" إن اعتقال ناصر الزفزافي أبرز وجوه الحراك في الحسيمة، لا يفيد مطلب التهدئة الذي رفعته كثير من الأصوات في الأيام الأخيرة، مضيفا أن هذا الاعتقال سيعزز من صورة ناصر القائد، وسيجعله أيقونة للحراك في الريف حاضرا ومستقبلا…". وتوقع القيادي في حزب الاستقلال، أن يكون لمحاكمة الزفزافي "صدى في الداخل والخارج…وستصبح أكبر محفز للكثير من الشباب على الاستمرار في النفس الاحتجاجي". مضيفا في ختام تدوينته:" أما الزفزافي فسيمنحه السجن فرصة للنضج السياسي بعد أن كان قد دخل الاحتجاجات صدفة…". أما حسن بناجح، عضو الدائرة السياسية، لجماعة العدل والإحسان فقال في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك:"سؤال الأمير المجاهد الخطابي "هل أنتم حكومة أم عصابة" يجد جوابه مكتملا واضحا فاضحا اليوم في مشاهد الاعتقالات وعددها الكبير في صفوف نشطاء الحراك بالريف. واصفا هذه الاعتقالات بكونها"تصرف جنوني يستأسد على المستضعفين ببطولات وهمية". وأضاف بناجح:" لكن مثل هذه المشاهد، على عكس ما يطمح مهندسوها، ستختصر باليقين القطعي الزمن والمسافات نحو محورة الحراك المجتمعي حول أمهات المطالب وفي طليعتها الحرية والكرامة اللتان لا يمكن العبور إليهما إلا بإسقاط الاستبداد أولا وإعادة بناء النظام السياسي على أسس جديدة بعيدة بمسافات ضوئية عن ذهنية العصابات".متسائلا:" هل نسيتم أن رياح ربيع الشعوب كانت بنفخة من شرطية أهانت شابا بسيطا بصفعة في تونس فإذا بها عواصف وطوفان جرف من جرف وخلخل من خلخل؟". وعلى النقيض من ذلك، وفي تعليقها على اعتقال ناصر الزفزافي، كتبت شرفات أفيلال، كاتبة للدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء مكلفة بالماء، تدوينة على حسابها في الفيسبوك قبل أن تحذفها بعد ذلك، قالت فيها:"للصبر حدود". أما البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري، خديجة الزياني، التي كانت قد أثارت ضجة واسعة بعد تدوينة سابقة لها كتبت فيها تعليقا على مظاهرات الحسيمة بعد مقتل بائع السمك محسن فكري، إن الحسن الثاني كان صادقا عندما وصفهم ب"الأوباش" في إشارة إلى أهل الريف. قالت في تدوينة لها عقب اعتقال الزفزافي وآخرين:"انقلب السحر على الساحر". وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة قد أعلن، يوم الإثنين 29 ماي الجاري، عن اعتقال ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، قبل أن يتم نقله وتسليمه للفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدارالبيضاء للتحقيق معه في التهم الموجهة إليه.