دعا جورج ميتشل المبعوث الأمريكي الخاص للسلام بالشرق الأوسط ما بين 2009 و2011، الفلسطينيين إلى عدم "تضييع المزيد من الوقت" والدخول في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين للوصول إلى حل الدولتين، كوسيلة وحيدة لإنهاء الصراع بين الطرفين، وأضاف خلال مشاركته في فعاليات منتدى طنجة الدولي الذي يحتضنه فرع جامعة "نيو إنغلند" الأمريكيةبطنجة إن الشرق الأوسط مقبل على صراع عنيف ذي أساس ديني. وقال"ميتشل"إنه سبق أن تحدث مع الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات ثم مع محمود عباس، حول ضياع 60 عاما دون الدخول في مفاوضات مع الإسرائيليين، مضيفا أن العرب أساؤوا التقدير في 1948 حين رفضوا خطة التقسيم الأولى، فيما وافق عليها الإسرائيليون، "حينها قام العرب بعملية حسابية خاطئة عندما رؤوا أنهم يعدون بعشرات الملايين لذلك يستطيعون بسهولة هزيمة 6000 إسرائيلي، قبل أن يحدث العكس" وفق ميتشل الذي تابع قائلا "كان يمكن للفلسطينيين أن يؤسسوا دولتهم إلى جانب الإسرائيليين وفق التقسيم الأول الذي يجعل من القدس منطقة دولية أما الآن فالوضع على الأرض تغير". الدبلوماسي الأمريكي قال إن الانتظار إلى حين قبول طرف بوجهة نظر الطرف الآخر أمر غير واقعي، موردا أن أمريكا تريد خلق الظروف المواتية لدخول الفلسطينيين والإسرائيليين في مفاوضات لتحقيق السلام الشامل، "وشخصيا أعتقد أنه ليس هناك مشكلة لا يمكن حلها، وحل هذه القضية هو في إنشاء دولتين بما يوفر الأمن للإسرائيليين والحرية للفلسطينيين". وعن الوضع بالشرق الأوسط تنبأ ميتشل بدخول المنطقة في نزاع دام له خلفية دينية مذهبية بالأساس نتيجة صراع السنة والشيعة، وأضاف أن السعودية وإيران تتزعمان هذا الصراع الذي يجد له أرضية الآن في سورية والعراق واليمن، لكنه مقبل على التطور ليصبح أكثر عنفا كما سينهك شعوب المنطقة. ورغم أن الدين كان هو السبب الأساس تاريخيا في الصراعات بالشرق الأوسط، إلا أنه، وفق المتحدث نفسه، ليس السبب الوحيد، فإلى جانبه هناك الحدود الموروثة عن العثمانيين والبريطانيين والفرنسيين والتي أضرت بمصلحة الكثير من الشعوب، بالإضافة إلى الفساد المستشري في المنطقة ومحاولة بعض الدول فرض سيطرتها السياسية. واعتبر ميتشيل أنه أمام هذا الوضع ترى الولاياتالمتحدة أنه من واجبها «التدخل لفرض السلام في المنطقة ولإعادة الشعوب إلى المبادئ الحقيقية لحياة النبي محمد» حسب تعبيره، وتابع قائلا إن لا أحد في العالم مرتاح لهذا الوضع القابل للانفجار، والذي أدى بالكثير من العرب إلى النزوح، موردا أن سكان الشرق الأوسط لا يريدون إلا العمل والسكن وتأسيس أسرة.