ما زالت تصريحات حاكم إمارة الشارقة الأمير سلطان بن محمد القاسمي، في لندن، والتي اعتبر فيها أن الإستقلال الجزائري مجرد قرار اتخذه الجنرال دوغول، تلقي بظلالها على الساحة السياسية بكل من الإماراتوالجزائر، وهو الأمر الذي جعل حاكم الشارقة يسارع إلى تقديم اعتذاراته للجزائريين، مشددا في الوقت ذاته على تصريحاته فُهمت بشكل خاطئ، وأن هناك أعداء يريدون ضرب الصداقة الجزائريةالإماراتية. وعقب الضجة الكبير التي أحدثتها هذه التصريحات، سارع حاكم الشارقة توضيح تصريحاته حسبما نقلته عنه وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية. وفي هذا السياق، قال الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: "الأشقاء في الجزائر لهم كل الود والاحترام .. وحديثي في معرض لندن فهم خطأ بسبب الاختصار". وردا على من وصفه بالجاهل بتاريخ الجزائر، قال الشيخ سلطان: "لست جاهلا في التاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيدا وكل ما ذكرته في معرض لندن للكتاب كان في معرض الحديث عن الود الذي كان بين ديغول ومورنو وزير ثقافته وكيف أنه كان يؤثر عليه كثيرا وربما فهم حديثي بشكل خاطئ بسبب الاختصار المخل"، مضيفا "أعرف تاريخ الجزائر جيدا.. الثورة الجزائرية كانت السبب في الإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية". وأردف قائلا: "ديغول الذي كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين حتى وصفته بأنه كالعود من الخَشب به شوك كثير لكن بعد رئاسته الحكومة اتصلت تلك الحكومة سرا بجبهة التحرير وبدأت المفاوضات". وأوضح القاسمي أن هناك أعداء يريدون ضرب الصداقة الجزائريةالإماراتية، وقال: "علينا أن نعرف أن هناك من يزعجه الصداقة الجزائريةالإماراتية... فلا نعطي الفرصة للأعداء". وتفاعل الكثير من النشطاء الإماراتيين مع التصريحات الجديدة لحاكم الشارقة، ومن بينهم الناشط جمال عبيد البيح الذي قال: "في كل أحاديث حاكم الشارقة تجد الحكمه ونبذ الفرقه ووحدة العالم العربي والإسلامي، فالجزائر إحدى الدول العزيزه على قلوبنا وتضحياتها فخر لنا".