لمْ تبقَ سوى أسابيع قليلة، ويغادر عبد الإله بن كيران الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بعد أن قضى ولايتين على رأس قيادة الحزب الإسلامي، من 2008 إلى 2012، ثم من 2012 إلى 2016، بالإضافة إلى فترة تمديدية منحها له في مؤتمر استثناني في ماي 2016. مع اقتراب مغادرة بنكيران للأمانة العامة، التقت "نون بريس" بأحد أعضاء الحزب، الذي وافق على أن يحكي بعض الطرائف والكواليس التي حدثت في أول مؤتمر وطني يفوز فيه بنكيران بمنصب الأمانة العام للحزب، خلفاً لسعد الدين العثماني، كان أول أمين عام للحزب بعد الراحل عبد الكريم الخطيب. يقول عضو حزب العدالة والتنمية، وقد طلب عدم ذكر إسمه، إنه كان من بين المؤتمرين في مؤتمر 2008، وخلال جلسات المداولة في الأسماء التي رشحها المؤتمر للتنافس حول من سيكون الأمين العام، وتكون هذه الجلسات مغلقة لا تحضرها الصحافة ولا حتى أعضاء الحزب غير المؤتمرين، -يقول- إن المداولات كانت ساخنة جدّاً وعرفت انتقادات واسعة لشخص بنكيران خاصة من طرف الحسن الداودي الذي انسحب من سباق الترشح رغم اختياره من طرف المؤتمر. وكشف مصدرنا، أن لحسن الداودي، هاجم عبد الإله بنكيران، ونصح أعضاء المؤتمر بعدم التصويت له، قائلاً "هذا ديكتاتور وأنا شخصياً أرفض أن أكون في مجلس يقوده الأخ بنكيران، لقد سبق وأن رشق أحد الإخوان في إحدى المرات بوسطة كأس". وأضاف نفس المصدر، أن الداودي لم يكن موافقاً حينها بأن يتولى بنكيران منصب الأمين العام، ودافع عن موقفه وحثّ باقي المناضلين على التصويت ضد بنكيران لصالح العثماني، لكن في الأخير فاز بنكيران. المصدر ذاته، قال إن "الانتقادات اللاذعة بين القيادات والأعضاء، أمر عادي ومألوف داخل مؤتمرات الحزب، عندما يتعلق الأمر بالمسؤولية لا مجال للمجاملات"، معتبراً أن "ذلك هو ما يجعل الحزب يحافظ على ديمقراطيته الداخلية".