أثارت تصريحات، حاكم الشارقة، وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، سلطان بن محمد القاسمي، زوبعة إعلامية كبيرة في الجزائر، وهو ما رد عليه مجموعة من الفاعلين السياسيين بالجزائر، والناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي وكذا الإعلاميين، حيث ردت الإعلامية خديجة بن قنة مقدمة الأخبار والبرامج بقناة الجزيرة بقطر، على هذا التصريح بتساؤل مفاده "ربما لم يقرأ حاكم الشارقة تاريخ الجزائر، فسجّل على نفسه انزلاقة علمية و تاريخية و أخلاقية خطيرة عندما وصف استقلال الجزائر بأنه كان هديّةً من الجنرال شارل ديغول للرئيس جمال عبد الناصر.. ". مردفة تدوينتها على الفيسبوك ب" ربما لم يقرأ حاكم الجزائر تاريخ الدبلوماسية و أصولها و أبجدياتها عندما ترك الغُرَف الالكترونية و روّاد الفيسبوك يردون نيابة عنه وعن وزير الخارجية..كان الأجدر به تفعيل القنوات الدبلوماسية حسب الأصول والأعراف و البروتوكولات الدبلوماسية بدلاً من إغراق الفضاء الأزرق بالأسطوانات المشروخة عن الوطنية الافتراضية.. ليسجّل بذلك هزيمةً سياسية و دبلوماسية أخرى .. " وهو اللوم الموجه إلى السياسيين الجزائريين الذين لم يحركون ساكنا إزاء هذا الموضوع الذي يهم وحدة الجمهورية وسيادتها الترابية. متسائلة في الأخير عن "ماذا سيفعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و وزيره الأول و وزير خارجيته يا ترى .. هل سيكتبون على حيطان الفيسبوك؟" وهو ما يشتم منه رائحة الغضب التي حركت أنامل خديجة بن قنة للوم الحكومة الجزائرية عن صمتها الغير المستساغ على التصريحات التي خرج بها حاكم الشارقة، التي كانت من المفترض أن تخلق قطيعة ديبلوماسية ريثما يتم تذويب جليد الخلاف، بتقدبم الاعتذتر من طرف الإمارات كما هو الحال مع دولة المغرب وموريتانيا التي تطلبت تدخلا ملكيا عاجلا لتوضيح سوء الفهم وإعادة المياه على مجاريها بعد تصريحات حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال الذي كان قد مس بتصريحاته سيادة الخط الحدودي لدولة الموريتاني عندما اعتبرها تابعة لأراضي المغرب. وتعود حيثيات موضوع تصريحات حاكم الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، إلى قوله، "إن الجنرال الفرنسي، شارل ديغول، منح الاستقلال للجزائر إرضاء للزعيم المصري جمال عبد الناصر". وذلك عقب لقاء له جمعه برؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام، في معرض لندن للكتاب، مشيرا إلىنص تاريخي نسبه للرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول، وهو ما نشره على موقعه الرسمي مفيدا أن "الرئيس الفرنسي شارل ديغول تمكن بفضل ثقافته من تحقيق أهدافه بدون أن يحمل أسلحة ويطلق نيرانا، باستخدام الكلمة الصادقة والتوجه الصحيح"، وضرب مثلا على ذلك بالقضية الجزائرية. وجاء في النص التاريخي الذي نقله حاكم الشارقة، "سُئِلَ شارل ديغول الرئيس الأسبق لفرنسا، لماذا كلما أردت اتخاذ قرار هام وعقدت له اجتماعا مع كافة الوزراء، تحرص دائماً على أن يجلس بجوارك وزير الثقافة مورو، بينما كل الوزراء متواجدون؟ فأجاب ديغول: (لأن وزير الثقافة يذكرني بإنسانيتي). وتابع سلطان قائلاً: سأل ديغول وزير ثقافته كيف أستطيع أن أكسب ود العرب الذين تُمَجِد فيهم؟ فأجابه: بأن ترضي الزعيم العربي جمال عبد الناصر، رحمة الله عليه، فإذا كسبت الزعيم العربي جمال عبد الناصر فإنك ستكسب العالم العربي بأكمله. فسأله ديغول: كيف يمكنني أن أكسب الزعيم العربي جمال عبد الناصر؟ فأجابه: عليك أن تعطي الجزائر استقلالها. فقال ديغول قاصداً الجزائر: "الآن عرفتهم". وأضاف سلطان بن محمد القاسمي في تصريحه أنّه وبناء على هذه الاستشارة من وزير الثقافة الفرنسية "عمل ديغول على استقلال الجزائر". وأضاف بقوله "هنا نرى كيف تمكن الإنسان المثقف من تحقيق أهدافه بدون أن يحمل أسلحة ويطلق نيرانا، باستخدام الكلمة الصادقة والتوجه الصحيح"! هذا وقد أحدث تصريح حاكم الشارقة الكثير من ردود الفعل الغاضبة بين المواطنين الجزائريين، خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مصنفين إياه ضمن خانة التنكر لتضحيات الجزائريين الذين استدروا استقلالهم بقوة السلاح والتضحيات وليس بقرار شخص.