حذر بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، في مؤتمر ميونيخ للأمن، من خطر وباء عالمي قاتل قد يعتمده الإرهابيون، من خلال توظيفهم للتكنولوجيا الحيوية في هجماتهم الإرهابية مستقبلا. وأوضح غيتس قائلا: «إن الوباء القادم قد ينشأ عبر شاشات كمبيوتر من قبل الإرهابيين العازمين على استخدام الهندسة الوراثية، لخلق نسخة تركيبية من فيروس الجدري أو سلالة معدية وقاتلة من فيروس الإنفلونزا». وحذر غيتس من أن العلماء قالوا بأن «الأوبئة المحمولة جوا سريعة الحركة، سواء حدثت بشكل طبيعي أوعمدا، وقد تقتل أكثر من 30 مليون شخص في أقل من عام، كما أشار العلماء أيضا إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأن يشهد العالم مثل هذه الأمراض القاتلة خلال ال 10 أو 15 عاما المقبلة». وأضاف بيل غيتس بأن هناك تقليلا من شأن ارتباط الأمن الصحي بالأمن الدولي، وأن الحكومات لا تولي اهتماما كافيا لهذا التهديد. يقول: «نحن نتجاهل الصلة بين الأمن الصحي والأمن الدولي، وهو ما قد يعرضنا للخطر». وتابع غيتس أمام الجمهور الحاضر في المؤتمر قائلا: «إن غياب الأوبئة الفتاكة في التاريخ الحديث لا ينبغي أن يُشعر العالم بالأمن الزائف، فعلى هذا النحو يمكن ل «سيناريوهات يوم القيامة» أن تحدث»، مذكّرا بحجم الضرر الرهيب لوباء الانفلونزا في عام 1918، والذي أدى إلى إصابة نحو 500 مليون شخص، ومقتل ما بين 50 إلى 100 مليون مصاب بالوباء وفقا لمختلف التقديرات. وشدد غيتس على أن «معظم الأشياء التي يتعين علينا القيام بها للوقاية من الأوبئة بشكل طبيعي، هي نفسها التي يجب اعتمادها لمجابهة أي هجوم بيولوجي متعمد». وتابع مؤسس مايكروسوفت أن العواقب الكارثية التي يمكن أن يسببها الوباء قابلة للمقارنة مع مخاطر الحروب النووية أو أخطار تغير المناخ. وأوضح أن الإعداد المناسب لهذا النوع الجديد من الإرهاب، يمكن له أن يخفف من خطره. ويجب أن يشمل هذا الاستعداد إنشاء «ترسانة من الأسلحة الجديدة» الطبية، لمواجهة الأوبئة المختلفة. مضيفا أن الناس في حاجة إلى الاستعداد لمواجهة الأوبئة «بالطريقة التي يستعد بها الجيش للحرب». وذلك من خلال إجراء تدريبات لفهم سلوك الفيروسات، مثلما سبق أن قامت الولاياتالمتحدة في العام الماضي بتجربة في هذا السياق، حين قامت بإفراغ «الغاز» في مترو الأنفاق في نيويورك. وأكد غيتس من جانب آخر على أن التعاون بين دول العالم بات يعد أحد المتطلبات الضرورية لمجابهة أي وباء، وأن غياب التحضير السليم لمواجهة هذا الخطر قد يكلف العالم ما يصل إلى 570 مليار سنويا. وليست هذه المرة الأولى التي يُعرب فيها غيتس عن مخاوفه بشأن الإرهاب البيولوجي في خطابه خلال مؤتمر ميونيخ. فقد سبق له أن حذر البشرية مما يسميه «النوع الجديد من الإرهاب»، خلال مداخلته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي انعقد بسويسرا في الشهر الماضي.