بعد يأسهم من طول الانتظار واشتداد غضبهم، وفي أجواء شديدة البرودة، خرج عدد من سكان دواوير تابعة لجماعة أيت عباس القروية بإقليم أزيلال صباح أمس الأربعاء في مسيرة احتجاجية غاضبة لإيصال معاناتهم إلى السلطات الإقليمية بمدينة أزيلال. وقطع الغاضبون عشرات الكيلومترات ومشوا عدة ساعات في أجواء قاهرة، رافعين الأعلام الوطنية، مرددين لشعارات مطالبة برفع التهميش عن دواويرهم وتمكين جماعتهم من التجهيزات والخدمات الأساسية. ويطالب المحتجون القادمون من دواوير اقدرن وايجلغيغن وأمسونا وتفوغلات تيرارين وابندزلكن، بفك العزلة عنهم من خلال تعبيد المسلك الطرقي الرابط بين دواوير سكاط وتيرارين عبر منطقة أنلاتف على طول 20 كلم، وبإنشاء إعدادية قريبة من دواويرهم لتمكين أبنائهم من مواصلة الدراسة بالمنطقة عوض تحمل تكاليف مواصلة تعليمهم بعيدا بمركز تنانت وأزيلال. وأوضح فاعلون جمعويون من المنطقة للجريدة أن تعبيد المسلك الطرقي المذكور، سيساهم في فك العزلة عن مجموعة من الدواوير، وسييسر وصول المرضى والحوامل إلى مستشفى أزيلال والمراكز الصحية والاستفادة من الخدمات الضرورية. وقد استقبل عامل الإقليم ممثلين عن الغاضبين زوال أمس الأربعاء واستمع إلى مطالبهم ومعاناتهم، وأكد لهم أن جماعتهم ستستفيد من البرامج التنموية لصندوق المناطق الجبلية ووعدهم بزيارة دواويرهم. وللإشارة، فسكان المناطق النائية والجبلية بإقليم أزيلال التي تعاني من ضعف أو غياب الخدمات الأساسية، يخرجون من حين لآخر في مسيرات غاضبة مشيا على الأقدام لعشرات الكيلومترات، حيث تتلخص مطالبهم عموما في العبارات الثلاث «أسيد» الكهرباء، «أبريد» الطريق و»أمان» الماء، كما أن المعاناة تتفاقم في فصل الشتاء جراء التساقطات الثلجية الكثيفة التي تعزل العديد من القرى، أما خلال فصل الصيف فتغدو معاناة عدد من المناطق مع قلة الماء الشروب ومواجهة شبح العطش بإقليم يعتبر أهم خزان للماء. وجدير بالإشارة أن المناطق الجبلية بإقليمي بني ملالوأزيلال وخنيفرة شهدت تساقطات ثلجية كثيفة ليلة أمس الأربعاء وطيلة اليوم الخميس مع انخفاض شديد في الحرارة، وغطت الثلوج كل القمم والمدن المحاذية لها كمدينة القصيبة وزاوية الشيح وأزيلال، وبلغت نتف الثلج إلى حدود مراكز وقرى ب»دير» الجبل. كما تم الإعلان عن انقطاع عدد من الطرق والممرات جراء تراكم الثلوج.