رغم أن الكاتب الأوكراني "ياروزلاف تروفيموف" أكد في مقال له في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن روسيا وضعت يدها في يد إيران في الحرب بسوريا، وذلك في محاولة من الدولتين إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن العديد من المصادر الإخبارية كشفت وجود خلافات بين طهرانوموسكو واتساع هوتها، حول طبيعة التدخل العسكري الروسي في سوريا، منذ بداية أكتوبر الماضي. وأوضحت ذات المصادر، أن الخلافات بين البلدين طفت على السطح حول مستقبل النظام السياسي في دمشق وتقاسم النفوذ والأدوار. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني " اللواء محمد علي جعفري" قد أعلن عن سبب هذه الخلافات، حيث اعتبر أن "تدخل روسيا العسكري في سوريا بات يشكل تهديدا على الأمن القومي الإيراني"، في حين اعتبر متدخلون أن التدخل الإيراني في سوريا أجج صراعا مذهبيا في المنطقة، وأنه ذو طابع طائفي بالدرجة الأولى. ويرى متتبعون أن الخلافات الإيرانية- الروسية تصاعدت بسبب تذمر طهران من تقليص نفوذها في سوريا، خاصة بعد خسارتها مليارات الدولارات وحوالي أكثر من 400 جندي وضابط من الحرس الثوري منذ التدخل في سوريا عام 2011، فضلا عن إصرارها على منع انهيار نظام الأسد في سوريا. وذكر موقع "تابناك" المقرب من القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، أن "روسيا متخوفة من الغرق في المستنقع السوري، لذلك فهي تريد التفاهم مع الولاياتالمتحدة الأميركية والدول العربية، لتكون هذه الدول بجانبها لإنهاء الأزمة السورية، وذلك على حساب المصالح الإيرانية". وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها أن طبيعة العلاقات الروسية الإيرانية في سوريا هي تحالف الإخوة الأعداء؛ وهدف كل طرف منهما تحقيق مصالحه الاستراتيجية، وهو تحالف مؤقت على حد تعبيرها. كما وصف الخبير في المعهد الملكي للشؤون الخارجية "تشاتام هاوس" كريستوفر فيليبس كل من إيرانوروسيا "بالأصدقاء الأعداء" في سوريا، يقاتلان جنبًا إلى جنب لتحقيق أهداف قصيرة الأمد، وكل له أهداف طويلة الأمد مختلفة. هذا، وتبرر موسكووطهران الغزو الروسي الذي أدى إلى سقوط مئات القتلى المدنيين وارتكاب الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المقاتلة مجازر دموية بحق الشعب السوري بأن تدخلهما يأتي في إطار "مقاتلة تنظيم داعش" و "مكافحة الإرهاب".