ذكرت وسائل إعلام روسية أن من الممكن أن يجتمع مسؤولون حكوميون سوريون مع ممثلين للمعارضة في موسكو الأسبوع القادم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية اليزابيث ترودو "نعتقد أن هذا سابق لأوانه." وأضافت أنه سيجيء وقت ملائم لذلك لكن في الوقت الحالي يجب أن تركز الدول المشاركة في الجهود الدبلوماسية بشأن الصراع السوري على ما تم الاتفاق عليه في المحادثات التي عقدت الأسبوع الماضي في فيينا. من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، إن روسيا لا ترى بقاء بشار الأسد في السلطة مسألة مبدأ في تصريحات تشير إلى خلاف في الرأي بينها وبين إيران الحليف الدولي الرئيسي الآخر للرئيس السوري. ومما أثار تكهنات عن وجود خلافات بين روسياوإيران بشأن الأسد قول رئيس الحرس الثوري الإيراني إن طهران ربما تكون أكثر التزاما بمساندته من روسيا وأضاف أن موسكو "ربما لا تهتم بما إذا كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا". لكن مسؤلا إقليميا كبيرا حذر من تحميل التصريحات العلنية عن الأسد أكثر من معناها قائلا إنه لا يوجد اختلاف بين روسياوإيران بشأن الرئيس السوري. وقال إن البلدين يتفقان على بقائه في المنصب وأن الشعب السوري هو من يملك حق اختيار الرئيس. وقد كانت روسياوإيران أقوى الداعمين الأجانب للأسد أثناء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الخليجيين وتركيا يصرون على ضرورة تنحي الرئيسي السوري في إطار أي اتفاق سلام في نهاية المطاف. وفشلت المحادثات التي عقدت في فيينا يوم الجمعة والتي ضمت لاعبين أجانب رئيسيين شاركوا في الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا في التوصل إلى اتفاق بشأن الأسد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حينما سألها صحافي أمس الثلاثاء هل إنقاذ الأسد مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا "لا على الإطلاق لم نقل ذلك أبدا." ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنها قولها "نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى." لكنها أضافت إن تغيير نظام آخر في الشرق الأوسط قد يكون كارثة "تحول المنطقة كلها إلى حفرة سوداء كبيرة". وقالت زاخاروفا إن روسيا لم تغير سياستها بشأن الأسد وأن مصيره يجب أن يحدده الشعب السوري. لكن تصريحاتها بدا أنها تشير إلى خلافات في النهج بالمقارنة مع إيران التي أرسلت قوات للقتال في صفوف الجيش السوري وأمرت بإرسال مقاتلين من حزب الله اللبناني الذي تسيطر عليه. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن رئيس الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال محمد علي جعفري قوله إن روسيا "ربما لا تهتم إن كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا". لكنه استدرك بقوله "نحن لا نعرف أي شخص أفضل يحل محله". ومع ذلك فإن المسؤول الإقليمي الكبير وهو على دراية بالاتصالات الدبلوماسية الخاصة بسوريا قلل من شأن أي مؤشرات عن وجود شقاق قائلا "انسوا ذلك لا يوجد خلاف روسي إيراني بشأن مسألة الأسد." ورفض نائب وزير خارجية سوريا فكرة الفترة الانتقالية التي تسعى إليها دول غربية تريد رحيل الأسد من السلطة قائلا أثناء زيارة لإيران إنه يجري بحث تشكيل حكومة موسعة. وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد "نتحدث عن حوار وطني في سوريا وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائيا عما يسمى بفترة انتقالية" مضيفا أن هذه الفكرة موجودة فقط "في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع." وتدخلت روسيا عسكريا في نهاية سبتمبر أيلول لدعم الأسد بشن حملة ضربات جوية ضد جماعات المعارضة التي تحاول الإطاحة به.