عالم الجاسوسية ،عالم غريب مجهول مليء بالأسرار الغامضة ،والقضايا المستعصية على الفهم ، دخول هذا العالم قد يكون يسيرا لكنه ليس متاحا للجميع ،غير أن تكلفة الخروج منه غالية جدا،فأحيانا يصبح ثمنها الحياة . أشخاص ضحوا بكل شيء لصالح أوطانهم ،وعرضوا حياتهم للخطر سعيا وراء أرقام ومعلومات سرية ،وآخرون باعوا بلدانهم بثمن بخس تحت ذريعة ما سموه بالمبادئ . إليكم بعضا من أشهر جواسيس القرن الماضي ،ممن حفروا اسمهم في عالم الجاسوسية . إيلي كوهين يهودي من أصول سورية أسس منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في مدينة الإسكندرية عام 1944 ،منعه عمله من أن يهاجر إلى الأراضي المحتلة "إسرائيل " بعد حرب 1948 . يعد واحدا من كبار الجواسيس الإسرائيليين ،الذين جاؤوا إلى مصر ،من أجل مساعدة اليهود على الهجرة وتجنيد العملاء تحت اسم " جون دارلينج" . شارك في تنفيذ سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت بمصر ،وغادرها بعد ذلك إلى "إسرائيل" وانضم للعمل في الموساد ،ثم عاد إلى مصر سنة 1956 حيث تم اعتقاله . وبعد إطلاق سراحه عاد إلي إسرائيل عام 1957, حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات, وانقطعت صلته مع الجاسوسية لكنه عاد مرة أجرى ليعمل كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما اشتدت به الأحوال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959. تم إعداده من لدن المخابرات الإسرائيلية ليعمل جاسوسا في دمشق . وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد, ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية, لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية. ألقي عليه القبض في سوريا وحكم عليه بالإعدام شنقا ،وأثناء تنفيذ الحكم تقدم رئيس المحكمة العسكرية ليعلق على الكيس الأبيض الذي غطى جسم الجاسوس الصهيوني ورقة بيضاء كبيرة كتب عليها بحروف بارزة . "إلياهو بن شاؤل كوهين حكم عليه بالإعدام باسم الشعب العربي السوري بتهمة الدخول الى المناطق العسكرية المغلقة وتسليم العدو أسرارا عسكرية" ومن حينها تقدمت إسرائيل ب500 طلب لإستلام رفاته لكن هذه الطلبات قوبلت جميعها بالرفض . كيم فيليبي اسمه الحقيقي هارولد روسل ،ويشتهر بلقب "كيم فيليبي" ،يعد واحدا من ضمن أشهر جواسيس القرن 20 ،ينتمي لوحدة مكافحة نشاط السوفييت في جهاز المخابرات البريطاني . لم يكن أحد يتوقع أن يضحي هذا البريطاني بجنسيته ووطنه في سبيل الانتصار لانتمائه الشيوعي ،حيث نجحت المخابرات السوفيتية في تجنيده للعمل لصالحها ،ليس بدافع المال ولكن تعلقا بالماركسية والشيوعية . كشف كتابه "حربي الصامتة " الذي أصدره في موسكو عام 1967 ، خبايا وتفاصيل عمليات التجسس التي نفذها طيلة 20 عاما لصالح المخابرات السوفيتية ،ويعتبر الكتاب من أهم المراجع الجاسوسية وبفضله تم اعتبار "كيم فيليبي" واحدا من أشهر الجواسيس في القرن الماضي . سيدني ريلي لا تعرف بالتحديد جنسيته ،ويذهب البعض إلى أنه ولد في روسيا ويرجح آخرون أنه من أصول أيرلندية ،اشتغل في الجاسوسية لصالح المخابرات البريطانية . كان ريلي الذي يعتبر جيمس بوند الحقيقي يتحدث 7 لغات ويمتلك 11 جواز سفر بجنسيات متنوعة وتزوج ب 11 امرأة. جند من لدن المخابرات البريطانية ،وشارك في عدة عمليات أبرزها محاولة اغتيال لم تتكلل بالنجاح لفلاديمير لينين ضمن خطة بريطانية لإسقاط نظام البلاشفة . كان الجاسوس يعتزم القبض على لينين وتروتسكي وتشكيل حكومة ،يترأسها بنفسه ،إلا أن خططه باءت بالفشل ،وألقي القبض على خليته ،في ما نجح ريلي في الهرب بعد تنكره في عدة هيئات . كريستين كيلر كريستين تعد واحدة من أشهر النساء في عالم الجاسوسية، هي صاحبة أشهر فضيحة هزت بريطانيا، التي أدت إلى استقالة خليلها وزير الحربية في ذلك الوقت جون بروفومو بل وأسقطت حكومة ماكميلان. أثناء الحرب الباردة قامت بنقل أسرار حربية بريطانية للمخابرات الروسية من خلال معرفتها بالملحق العسكري السوفيتي برجين إيفانوف الذي طلب منها العمل كجاسوسة عندما علم بعلاقتها مع الوزير بروفومير. سجنت كريستين فترة ليست بالطويلة،وبعد مغادرتها أسوار السجن أنجزت أغنية حققت أرقام مبيعات عالية تحكي كلماتها قصتها مع الوزير على أنغام البيانو في شكل حوار ولكن من طرف واحد. عاشت كريستين في منطقة بالمساكن الشعبية في حي بلندن بعد زيجتين فاشلتين وعدد من الأطفال . كلاوس فوخس هو عالم الطبيعة ذو جنسية مزدوجة ألمانية-بريطانية ،اعتبر واحدا من ضمن العلماء الذين شاركوا في مشروع مانهاتن لصناعة القنبلة الذرية ،هذا المشروع كان بشراكة أمريكية وبريطانية . أفشى كلاوس فوخس جميع أسرار المشروع النووي إلى السوفييت ،علاوة على معلومات تهم القدرات التسلحية الأمريكية . قضى فوخيس 6 سنوات في الجاسوسية لصالح السوفييت ،وهو ما جعله واحدا من أشهر الجواسيس في القرن العشرين . رأفت الهجان هو رفعت علي سليمان الجمال، اشتهر بلقب رأفت الهجان، تورط في أعمال مخالفة للقانون في مصر وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وأمريكا قبل أن يتم القبض عليه في ليبيا وترحيله إلى مصر، تم إرساله إلى الكيان الصهيوني عام 1956 بتكليف من المخابرات العامة في مصر وذلك لإجادته أكثر من لغة وعلاقته الجيدة بالصهاينة بسبب عمله معهم في أوروبا،عرف هناك باسم جاك بيتون، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في الكيان الصهيوني. تجسس الهجان لسنوات لصالح المخابرات المصرية تحت مطية شركة السياحة التي يمتلكها، وينسب إلى الهجان تزويد مصر بعلومات هامة تتعلق بموعد الهجوم الإسرائيلي في عام 1967، وبعض التجارب النووية الإسرائيلية فضلا عن معلومات هامة تتعلق بتحصينات العدو قبيل حرب أكتوبر 1973. في عام 2002 كشف كتاب صادر عن الصحفي الصهيوني إيتان هابر الذي كان يعمل رئيسًا لديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، كشف عن رواية مخالفة للهجان مفادها أن الصهاينة عرفوا هوية رفعت سليمان الجمال ،وجندوه عميلا وجاسوسا لهم في مصر ،وأنه زودهم بمعلومات قادتهم إللاى القبض على شبكات تجسس مصرية في الكيان الصهيوني ،وفي المقابل نقل للمصريين معلومات ساهمت في تدمير طائرات سلاح الجو المصري عام 1967 ،إلا إن مصر شككت في هذه الرواية الصهيونية واعتبرتها محاولة اسرائيلية لتزييف التاريخ . ماتا هاري ولدت مارغريتا زيلي الشهيرة ب "ماتا هاري" في أواخر القرن الماضي في هولندا ،انتقلت مع زوجها الضابط إلى جزيرة جاوة في إندونيسيا ،وكانت تلك بداية التحول في حياتها، حيث انبهرت بالشرق وتعلمت الرقص الشرقي وتحولت إلى راقصة شرقية بعد موت ابنها وانصراف زوجها عنها. انتقلت إلى باريس باسم ماتا هاري وتخلت عن شخصيتها الأوروبية وتقمصت شخصية جديدة ادعت فيها أنها ولدت في الشرق الأقصى، وأنها احترفت الرقص منذ طفولتها. عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى وجدت ماتا هاري نفسها بلا مورد، فعادت إلى وطنها لتجد أمامها قنصل ألمانيا الذي قام بتجنيدها ضد الفرنسيين وطلب منها العودة لباريس، ولكنها وقعت في حب ضابط روسي وقررت أن تتزوجه، ومن أجل أن توفر المال اتصلت بالمخابرات الفرنسية وأصبحت عميلة مزدوجة. اكتشف الفرنسيون أمرها فتم اعتقالها وأعدمت رمياً بالرصاص عام1917. جانسان فو نونو جاسوس يهودى تجسس على امريكا لصالح اليهود لم يكن تجسسه من اجل المال كان حبه للكيان الصهيوني هو دافعه للتجسس . ألقي عليه القبض من طرف المخابرات الأمريكية،ورغم محاولات رؤساء الكيان الصهيوني لإطلاق سراحه إلا أنه ظل قابعا خلف قضبان السجون الأمريكية .