يظل "القولون العصبي" إشكالا صحيا لا يرقى إلى أن يكون مرضا، بل هو مجرد خلل وظيفي في الجهاز الهضمي وتحديدا بمجرى القولون، والذي يستعصي عليه التخلص بسلاسة ويسر من العناصر الغذائية الملفوظة باعتبارها فضلات. وحسب ما ذكره عدد من الأخصائيين، فإن النسيج البنيوي النفسي الهش، والمرتبط بردود أفعال تجاه حزمة تفاعلات عاطفية طارئة، كلما زادت توتراتها بحساسية أكبر، كلما زاد احتمال الإصابة بالخلل الوظيفي على مستوى القولون العصبي، خاصة مع ارتفاع وتيرة الضغوط في محيط العمل وداخل الأسرة وفي العلائق الاجتماعية ليبقى جنس الإناث الأكثر عرضة للإصابة. ويتميز هذا الخلل الوظيفي بعدة أعراض واضحة تتقاطع مع أعراض أمراض عضوية أخرى، حيث تظهر على المصاب جلية: مثل انتفاخ البطن، مغص وألم، ضعف الشهية، إعياء ووهن. هذه الأعراض المسببة لكثير من الإزعاج للأشخاص المصابين، قد تتلاشى إذا ما توفرت لها البيئة المناسبة، كالتخلص من القلق والتوتر، والإقبال على السفر نحو فضاءات مبهجة ذات مناخ صحي، مع اتباع نظام غذائي متوازن. ويمكن للمصاب أن يتأكد من قولونه العصبي، بخضوعه لفحص سريري، مصحوب بواسطة المنظار لاستجلاء أي ميكروبات أو طفيليات. وبالتالي إخضاعه إلى حمية يتجنب فيها التدخين، التوابل، الضغوط المهنية والاجتماعية، الحلويات، والاتجاه رأسا إلى ممارسة الرياضة والإفراط في شرب المياه والاعتماد على الخضروات والفواكه في الوجبات الثلاث.