كشفت معطيات حصلت عليها "المساء" أن تغير خريطة الألغام، التي زرعتها جبهة البوليساريو خلال ثمانينيات القرن الماضي، استنفر الجيش الذي تحرك من أجل منع المواطنين من الوصول إلى المناطق التي انتقلت إليها الألغام بفعل السيول. وأكدت المعطيات ذاتها أن وحدات خاصة من الجيش تعمل في مجال تفكيك الألغام قامت خلال اليومين الماضيين بزيارة للمناطق المنكوبة التي ظهرت فيها بعض الألغام من أجل تفكيكها وإبطال مفعولها خوفا من انفجارها في وجه المدنيين الذين يمرون بتلك المناطق التي ضربتها الفيضانات منذ نهاية الأسبوع الماضي. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن جمعيات تنشط في مجال الدفاع عن ضحايا الألغام بالأقاليم الصحراوية دخلت على الخط من خلال محاولة توعية السكان المدنيين بخطورة التوجه إلى المناطق التي توجد بها حقول الألغام، التي تخلف بين الفينة والأخرى عددا من الضحايا. في السياق ذاته، أوضح حسن تلوكي، نائب رئيس المكتب الإقليمي بالسمارة، للهلال الأحمر، أن وحدات الهندسة التابعة للقوات المسلحة الملكية تدخلت منذ وقوع المشكل وإطلاق نداء إلى السكان من أجل تفكيك الألغام الظاهرة، مضيفا أن الجيش فرض حراسة على المناطق التي تعرف انتشارا للألغام بسبب الفيضانات، وخاصة بالجماعة الترابية سيدي أحمد العروسي. وأشار المصدر ذاته إلى أن الهلال الأحمر وجه نداء إلى السكان بضرورة استعمال الطرق المعبدة فقط وعدم الدخول إلى المناطق التي ضربتها الفيضانات إلى حين تنظيفها من طرف الوحدات الخاصة للجيش، موضحا أن المنطقة كانت معروفة بالرعي وكانت تستعمل في عمليات تربية الماشية من طرف بعض الفلاحين بالمنطقة قبل أن تنتشر بها الألغام. وأوضح المصدر ذاته أن المكتب الإقليمي للهلال الأحمر بالسمارة ناشد المواطنين، وخاصة الذين يزورون واد الساقية الحمراء، بتوخي الحذر الشديد وأخذ الاحتياطات اللازمة من كل الأجسام الغريبة والمشبوهة، كالألغام المنفجرة وغير المنفجرة التي خلفتها السيول، وإبلاغ السلطات عنها من أجل التعامل معها كي لا تشكل خطرا على حياتهم.