ارتفعت حصيلة الفيضانات التي عرفها جنوب المملكة إلى أكثر من 25 قتيلا، بعد انتشال ثلاث جثث صباح أمس الاثنين، وجدت بمنطقة تقع خارج المدينة بعد أن جرفتها السيول، وأوضح عبد الوهاب بلفقيه، رئيس الجماعة الحضرية لكلميم، في تصريح ل»المساء»، أن الحصيلة مرشحة للارتفاع خلال 24 ساعة المقبلة مع توالي عمليات البحث التي تقوم بها القوات العمومية بمساعدة سكان المدينة. وحمل بلفقيه مسؤولية ثقل حصيلة الفيضانات التي ضربت الإقليم للوالي ومندوب وزارة التجهيز والنقل، اللذين لم يتخذا الإجراءات اللازمة رغم النشرة التحذيرية التي أصدرتها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، يوم الخميس الماضي، موضحا أنه شخصيا قام بمراسلة الوالي من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المواطنين من تداعيات الأمطار العاصفية التي عرفتها الجماعات القروية للجهة، دون أن يقوم باتخاذ أي إجراءات عملية على الأرض. وذكر المصدر ذاته أن القوات العمومية كانت حاضرة من أجل التدخل، لكنها ظلت عاجزة عن ذلك بالشكل المطلوب بسبب غياب الإمكانيات اللازمة للتعامل مع هذا النوع من الكوارث الطبيعية، معتبرا أن الوالي باعتباره ممثلا للدولة بالجهة كان سيجنب السكان كثيرا من المآسي التي عانوها إذا قام بالاحتياطات اللازمة بعد النشرة الإنذارية التي أطلقتها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية. وكشف المصدر نفسه أن الجيش تدخل، أول أمس الأحد، من خلال توفير مروحيتين لنقل الضحايا وفك العزلة عن المناطق المنكوبة، والتي ظل سكانها محاصرين منذ يوم الجمعة الماضي دون أن تقدم لهم أي مساعدة، موضحا أن الجيش تمكن من إنقاذ مجموعة من المواطنين الذين حاصرتهم السيول لأكثر من ثلاثة أيام. إلى ذلك، وصل عدد المفقودين في الفيضانات، التي ضربت الإقليم نهاية الأسبوع الماضي، إلى عشرة أشخاص يجري البحث عنهم، كما قطعت الفيضانات الطرق المؤدية إلى مجموعة من القرى التابعة للجماعات القروية لجهة كلميمالسمارة، التي باتت معزولة عن العالم الخارجي. وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية في نشرة إنذارية جديدة أن تستمر الأمطار العاصفية القوية في التساقط في المناطق الجنوبية للمملكة، والتي أدت إلى وقوع الفيضانات خلال اليومين المقبلين. ولازالت قريتا تغمرت واسرير، الواقعتان 15 كلمترا شرق كلميم، تعيشان تحت الحصار الذي فرضته عليهما السيول الجارفة التي تجتاح منطقة وادنون منذ يوم الجمعة الماضي، حيث يعيش سكانهما بدون كهرباء ولا اتصالات سلكية ولا سلكية، وذكرت مصادر محلية أن المؤن التي يتوفرون عليها قد شارفت على النفاد، فيما وجد العديد من مرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بالتصفية بمدينة كلميم أنفسهم مسجونين بلا علاج، والأمر ذاته بالنسبة لمرضى السكري وغيرها من الأمراض المزمنة. إلى ذلك، كشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن مجموعة من العائلات محاصرة بالسيول ولا تتوفر على الطعام بمنطقة الشويخ التابعة للنفوذ الترابي لجماعة حوزة بالسمارة، منذ يوم الجمعة الماضي، مضيفة أن طائرة عسكرية تدخلت يوم السبت الماضي ونقلت 15 فردا من سكان المنطقة المذكورة، وخاصة الأطفال والنساء، إلى جماعة حوزة، لكنها رفضت حمل المؤن إلى الأفراد الذين فضلوا البقاء بالمنطقة إلى جانب ماشيتهم. وأضاف المصدر ذاته أن سائق جرافة لايزال عالقا فوق عجلاتها بعد أن تعرضت للانقلاب بسبب شدة السيول التي خلفتها الأمطار العاصفية التي عرفتها المنطقة. وفي السياق نفسه، يعيش سكان دوار تزركين، التابع لجماعة تاسريرت بدائرة تافراوت إقليمتزنيت والدواوير المجاورة له في عزلة تامة، بسبب الأمطار العاصفية التي عرفتها المنطقة، ويوجد السكان في حالة حصار منذ يوم الجمعة الماضي، ولم يتمكنوا من الخروج لإحصاء الخسائر التي لحقت بممتلكاتهم أو للتزود بالمؤن اللازمة.