مع إعلان كلميم مدينة منكوبة وتواصل نشر الصور ومقاطع الفيديو من باقي مدن الجنوب الشرقي، يتبين حجم الكارثة الطبيعية عقب التساقطات المطرية القياسية الأخيرة التي شهدها المغرب طيلة الأسبوع الماضي. الخسائر المادية الخاصة لم تتمكن السلطات المعنية من إحصائها لحد الساعة، في حين ، وبحسب تقارير أولية، فإنها تفوق ملايير الدراهم بالنسبة للبنيات التحتية من طرق وقناطر تهدمت عن آخرها ، بينما لم تستبعد مصادر مطلعة أن يفوق عدد القتلى الرقم المصرح به على اعتبار أن هناك دواوير وقرى معزولة تماما ولاتواصل معها، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة تغمرت بضواحي مدينة كلميم ، حيث تكتظ إعدادية الامام مالك بمئات من المواطنين رجالا ونساء وأطفالا بعدما انهارت منازلهم ووجدوا انفسهم في العراء تحت تهاطل شديد للامطار وسيل الاودية التي تحاصر القرية من كل الجوانب. كلميم رسميا مدينة منكوبة لايزال المئات من المواطنين محاصرين فيما تبقى من بيوتهم المهدمة لعدم تمكنهم من الوصول الى الاعدادية بسبب محاصرتهم بالسيول وهم الآن يكابدون في العراء تحت المطر و البرد، الأمر الذي دفع لجان اليقظة المشكلة من المجتمع المدني الوحيدة التي حاولت جهدها مساعدة السكان بوسائل بدائية، إلى توجيه نداء استغاثة عاجل قصد التدخل لإنقاذهم. قرار اعتبار إقليم كلميم «منطقة منكوبة» تم نظرا للعزلة التي يعيشها جراء فيضان كل الأودية المتواجدة والمحيطة به وتضرر معظم البنيات التحتية الأساسية، حيث شهدت سيولا جارفة نتجت عن التساقطات المطرية وتسببت في فيضان جميع أودية الإقليم، غمرت عددا من الأحياء السكنية بمدينة بويزكارن بسبب انهيار أجزاء من الحاجز الوقائي لحي المسيرة، ما أدى إلى تضرر بعض أحياء المدينة. السيول غمرت أيضا أحياء سكنية بمدينة كلميم بسبب انهيار الحاجز الوقائي للمدينة إثر فيضانات وادي أم العشار ما أدى إلى تضرر الأحياء الجنوبية للمدينة بشكل أكبر. وقد أدى ارتفاع منسوب مياه وادي أم العشار إلى عزل أحياء الرحمة ومولاي يوسف والكرامز، وامحيريش والحي الصناعي عن وسط المدينة، وقطع الطريق الوطنية رقم 12 المؤدية إلى سيدي إفني والطريق الوطنية رقم 01 في اتجاه مدينة طانطان. وبالنسبة لباقي جماعات الإقليم، فقد تسببت السيول في عزل مراكز هذه الجماعات والدواوير التابعة لها، وقطع عدة طرق، منها الطريق الوطنية رقم 1 في جميع الاتجاهات. من جهتها دعت السلطات الإقليمية بمدينة كلميم المواطنين، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي مخاطر الفيضانات والسيول، مع الحرص على حسن تدبير استهلاك الحاجيات الأساسية من ماء صالح للشرب ومواد غذائية إلى حين انفراج الحالة الجوية خلال الأيام المقبلة. وجاء في بلاغ لولاية جهة كلميمالسمارة، أنه تحسبا للتأثيرات التي قد تنتج عن ذلك على الحياة اليومية العادية، وبعد أن تم اعتبار الإقليم منطقة منكوبة، فإن السلطات الإقليمية أهابت بالمواطنين إلى التحلي بمزيد من الهدوء، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي مخاطر الفيضانات والسيول، مع الحرص على حسن تدبير استهلاك الحاجيات الأساسية من ماء صالح للشرب ومواد غذائية إلى حين انفراج الحالة الجوية . وفي البلاغ ذاته، تم التأكيد على أن السلطات العمومية قامت بالتدخل لإجلاء العديد من العائلات سواء التي تهدمت منازلها أو التي تضررت بشكل جزئي أو المهددة بالانهيار، حيث تم التكفل ب 358 شخصا من حيث الإيواء والتغذية بمدينة كلميم. وأضاف البلاغ أن من بين هؤلاء الأشخاص 298 شخصا تم التكفل بإيوائهم وتغذيتهم بمركز الاستقبال التابع لوزارة الشباب والرياضة، و60 شخصا بمقر فرع العصبة المغربية لحماية الطفولة من بينهم ثمانية أجانب من جنسيات إفريقية. واشار البلاغ إلى أنه في الوسط القروي، تم بإحدى المدارس إيواء 250 شخصا من بعض الدواوير التابعة لجماعة أسرير والتي غمرتها المياه حيث أصبحت محاصرة بالكامل، وذلك في انتظار توفر إمكانية الولوج إليها وإلى باقي الدواوير التابعة لجماعات الإقليم قصد تلبية حاجيات المواطنين المحاصرين. وعلى المستوى الصحي، قامت مصالح المركز الاستشفائي الجهوي بكلميم، منذ يوم الخميس إلى غاية السبت باستقبال والتكفل ب 11 حالة منها ست حالات من مرضى القصور الكلوي وخمس حالات من النساء الحوامل في انتظار حلول أجل الولادة أو حصص تصفية الدم. وبحسب بلاغ لوزارة الداخلية، فإن جلالة الملك أعطى تعليماته لهذه الأخيرة من أجل القيام بمد القرى المعزولة، جراء الفيضانات والثلوج التي تساقطت مؤخرا، بالمؤن. وأوضح البلاغ أن عملية التزويد بالمواد الغذائية الضرورية تشمل 250 قرية معزولة ، مضيفا أنه «تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك باشرت وزارة الداخلية، بتنسيق مع الدرك الملكي، في أقرب الآجال توزيع المواد الغذائية على السكان المعنيين». سيدي إفني و ميراللفت محاصرتان و نتيجة لانهيار القناطرعلى الطرق المؤدية إليهما أصبحت مدينة سيدي إفني وجماعة ميراللفت معزولتين تماما عن تزنيت وكَلميم، بحيث تسببت الفيضانات والسيول الجارفة في انهيار قنطرة واد اندر التي تربط بين مدينة سيدي إفني ومدينة كلميم عبرجماعة مستي وإتلاف جزء كبيرمن الطريق المعبدة. كما تسببت الفيضانات الأخيرة في انهيارقنطرة شاطئ مولاي عبدلله التي تربط بين سيدي إفني و ميراللفت، وقنطرة أخرى بمنطقة أربعاء الساحل التي تربط بين مير اللفت وتزنيت وانهيارجزء من القنطرة المحاذية للملتقى الرابط بين جماعة أكَلو وجماعة مير اللفت على الطريق الساحلية . وبفعل هذه الإنهيارات للقناطر، منذ يوم الجمعة الماضي، أصبحت هذه المناطق معزولة تماما بعد انقطاع الطرق المؤدية من و إلى هذه الجماعات،إلى درجة أن المؤونة الغذائية نفدت، زيادة عن انقطاع دائم في الكهرباء والماء كما حدث بجماعة مير اللفت منذ يوم الجمعة، ونفاد الدقيق و السكر وغاز البوطان وقلة الخبز.كما وجد عدد من المرضى صعوبة للتنقل للعلاج بتزنيت وغيرها وخاصة مرضى القصورالكلوي. هذا وقد أفادت بعض المصادر بأن مجموعة من الدواوير مازالت تعيش على إيقاع عزلة تامة بسبب انقطاع المسالك الطرقية جراء الفيضانات وشدة السيول التي تسببت في انهيار العديد من المنازل . في انتظار إعلان تزنيت مدينة منكوبة وبحسب مصادر من المدينة، فإن الخسائر بلغت الى غاية الساعة الثالثة من زوال أول امس السبت، 823 دارا منكوبة منها من هدم كليا ومنها من هدم جزئيا ومنها التي على وشك الانهيار ، في حين بلغ عدد الاسر المشردة 1012 أسرة وهو ما يمثل 5 آلاف مواطن. بخصوص الخسائر المادية ذات البعد التاريخي، فقد فقدت المدينة الكثير من تراثها ، هناك السور القديم الذي هدم فيه 35 مترا و15 مترا وهناك شقوق بأسوار اخرى مهددة بالانهيار ، كما تعرض القصر الخليفي الذي كان يعطي للمدينة طابع المدينة السلطانية، قد تأثر كثيرا. و بخصوص البنايات العمومية حدثت خسائر كبيرة بالمقاطعة الثالثة والخزينة المتعددة الوسائط وقصر اعناج وهو متحف المدينة، بالاضافة الى مناطق أخرى. إخلاء المنازل بجهة مراكشالحوز من جهة أخرى علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مطلعة، أن منزلا انهار مساء الجمعة الماضي بدرب سيدي عبد العزيز بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش ، وبحسب الأخبار الواردة من عين المكان، فإن الحادث لم يخلف خسائر في الأرواح... وأضافت ذات المصادر أن العديد من ساكنة سيدي يوسف بن علي المتاخمة بيوتهم لواد ايسيل، اضطروا إلى إخلاء منازلهم بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي، ما تسبب في غمر القنطرة المتواجدة قرب منطقة الواحة ب» سيدي يوسف بنعلي» بالمياه وأيضا الطريق المؤدية إلى إحدى الوحدات الفندقية والمعروفة ب « الكولف» . وحسب آخر المعطيات التي توصلنا بها، فمياه الوادي تجاوزت الإرتفاع العادي لها خصوصا في المناطق المنحدرة القريبة من الساكنة، هذا الأمر استنفر السلطات المحلية وعناصرالأمن والوقاية المدنية ب»سيدي يوسف بنعلي» لتعبئة كافة وسائلها ولتفادي وقوع ضحايا، كما تم منع عدد من العربات من المرور على القنطرة المغمورة بالمياه تفاديا لأية مشاكل. وعلم لدى السلطات المحلية أن فرق التدخل تحت إشراف مركز القيادة الإقليمي، قامت بإخلاء عدد من الأسر القاطنة بدوار العامرية التابع لجماعة أيت فاسكا، وإيواء أزيد من 100 شخص بمركز الصناعة التقليدية بأيت أورير الذي تم تجهيزه بالأفرشة والأغطية والمواد الغذائية الضرورية. وأضاف المصدر ذاته أن فرق التدخل عملت ، أيضا، على إخلاء 20 مسكنا بدوار تيزفريت بالجماعة القروية سيدي بدهاج بسبب تعرضها لخطر السيول القوية. وعلى مستوى الجماعة القروية تمصلوحت، تدخلت الفرق لانقاذ سيدة كانت عالقة داخل سيارتها بواد بوكجدر على طريق قروية غير معبدة، فضلا عن نقل امرأتين حاملتين من مركز تغدوين إلى المستشفى الجهوي لمراكش وتعمل فرق التدخل، المكونة من عناصر الوقاية المدنية ومصالح التجهيز ومختلف مصالح حفظ النظام العام، على قدم وساق من أجل تأمين الطرق التي تضررت جراء السيول الناجمة عن فيضان وديان زات وأوريكة وإيسيل وغيغاية . وقد قامت عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة بوضع حواجز لمنع حركة السير على المحاور الطرقية التي تعرضت لأضرار بفعل السيول تجنبا لوقوع أي حوادث مأساوية. كما تسببت السيول وانجراف التربة في قطع حركة السير على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 وطرق جهوية وإقليمية. وأشار المصدر ذاته، إلى أن فرق التدخل تعمل جاهدة من أجل إعادة حركة السير على مستوى هذه الطرق. يذكر أن لجنة اليقظة التي أحدثت على مستوى إقليم الحوز عقدت منذ الأربعاء سلسلة من الاجتماعات من أجل دراسة كافة المخاطر التي قد تنجم عن الفيضانات والسيول بفعل التساقطات المطرية القوية التي تشهدها المنطقة . وفي هذا الإطار، تم القيام بتعبئة واسعة لوسائل التدخل واتخاذ إجراءات احترازية استثنائية من أجل مواجهة مخاطر السيول والفيضانات مع إعطاء الأولوية لحماية الساكنة المحلية بالمناطق المعرضة للخطر، والتدخل في الوقت المناسب لإجلاء السكان نحو الأماكن الآمنة. إنقاذ وإجلاء ثمانية أشخاص بعد انهيار قنطرة تامراغت من جهة أخرى، أفاد مصدر بمصلحة الوقاية المدنية بأكادير، أن فرق الإنقاذ تمكنت، صبيحة الجمعة الماضية، من إنقاذ وإجلاء ثمانية أشخاص من بينهم فتاة في السادسة من عمرها من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن إخماد حريق شب بالمنطقة لم تعرف أسبابه، وذلك على إثر انهيار قنطرة واد تامراغت على الطريق الوطنية بين أكادير والصويرة . وأضاف نفس المصدر أنه لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح بالنفوذ التابع لذات المصلحة خلال الأمطار الأخيرة. كما أشار إلى «أن الوقاية المدنية متأهبة وسخرت كل معداتها المتطورة للحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم»، وأن «جميع التدخلات التي تمت تكللت بالنجاح» . وأوضح أنه من أجل المساهمة في إنجاح عمليات الإنقاذ وضمان سلامة المواطنين، تم تسخير 480 رجل إنقاذ من مختلف الرتب و24 سيارة إسعاف، و20 قاربا مطاطيا، و6 قوارب من الألمنيوم، و28 مضخة، و67 مولدا كهربائيا، و8 شاحنات للإجلاء و31 شاحنة لإخماد الحرائق. وفاة تلميذتين غرقا بفم الجمعة بأزيلال لقيت فتاتان مصرعهما غرقا في شعبة وادي الجمعة بدائرة بزو التابعة لإقليم أزيلال صباح يوم الجمعة الأخير. التلميذتان بشرى مخزر و أسية برادة المنحدرتان من دوار تاشكاكانت ، كانتا عائدتين من ثانوية وادي العبيد التأهيلية التي تتابعان دراستهما بها بالسنة الثانية إعدادي صحبة تلميذة ثالثة ، ففضلن اختصار الطريق بالمرور من شعبة الجمعة على بعد ثلاثة كيلومترات من الدوار، حيث باغتتهن السيول التي جرفت المرحومتين بشرى و أسية في حين تمكنت التلميذة الثالثة من المقاومة و الخروج من الشعبة . و قد تم العثور على جثة التلميذة الأولى عشية يوم الجمعة في حين تمكن سكان فم الجمعة من العثور على جثة الفتاة الثانية صباح يوم السبت بشعبة النزالة بجانب الأشواك بعد جفاف الشعبة من السيول و المياه ، حيث هرعت السلطات المحلية و رجال الدرك الملكي إلى عين المكان لتنقل جثة الفقيدة بسيارة الإسعاف إلى مسقط رأسها. و قد زار عامل الإقليم و مسؤولو التربية و التكوين بجهة تادلة أزيلال عائلتي الفقيدتين و خصصوا لهما مبلغا ماليا كمواساة و تعزية ساهمت فيها كذلك مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم ببني ملال. و عرفت المناطق الجبلية بإقليم أزيلال ، خلال الأربعة أيام الأخيرة ، تساقطات مطرية قوية ، حيث جرفت مياه و سيول الأودية العديد من رؤوس الماشية و تسببت في انهيار عدة منازل . و حاصرت السيول و الثلوج سكان مناطق أيت بوكماز و واولى و أيت عبدي بالأطلس الكبير . كما عزلت السيول دواوير بكاملها عن العالم الخارجي ، و خاصة تجمعات الرحل الذين فروا من الثلوج ليحاصروا رفقة ماشياتهم بالسيول الجارفة بين مناطق إملشيل و أزيلال فلجأوا إلى الإستغاثة بواسطة الهواتف النقالة. و تواصل سقوط الثلوج يوم السبت في جو بارد و هبوب رياح قوية بهذه المناطق، مما صعب مأمورية الوصول إلى السكان المحاصرين الذين مازالوا في انتظار وصول الإسعافات و المؤن. انهيار منزل وتسربات كبيرة للمياه بالجديدة عاشت ساكنة درب «بن الشادلية» على وقع انهيار جزء من منزل قديم بعد سقوط سقفين لغرفتين بالطابق الأول، ليلة الأربعاء، على اثر التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة الجديدة. وتسببت الأمطار القوية التي شهدتها المدينةالجديدة، فجر السبت الماضي ، في انهيار سقف أحد المحلات القديمة قرب المحطة الطرقية، وتسربات كبيرة لمياه الأمطار بمنازل دوار الطاجين وسوق الجملة ومدرسة الغربة بمدينة الجديدة. فعلى مستوى زنقة «جورج الخامس» المجاورة للمحطة الطرقية بالجديدة، انهار سقف أحد المحلات المعروفة لدى ساكنة المنطقة ب «كراج السميهري» بعد ان تهاوى جزء من أحد جدرانه الأساسية، في حدود الثامنة والنصف من صباح أول أمس السبت ، دون أن تخلف هذه الواقعة، لحسن الحظ، أية إصابات بين أصحاب المحلات التجارية المجاورة مع بداية تهاوي الجدران الأخرى قبل أن يسقط السقف بكامله . وعقب هذا الحادث الذي خلفته الأمطار الغزيرة لفجر السبت، حضرت مختلف الأجهزة من أجل التخفيف من حالة الهلع لدى سكان المنطقة ، وللإشراف على عملية هدم ماتبقى من المرآب بكامله وخوفا من تكرار مآس سابقة، كحادث درب بن الشادلية الذي وقع يوم الخميس، والذي أدى إلى انهيار منزل ، في وضعية متداعية، علما بأن الانهيارات تبدأ بشكل سنوي مع بداية تساقط الأمطار. وقد ظهرت تشققات على بعض المباني بوسط المدينة القديمة، ما ينذر بانهيارات وشيكة ، لم تنفع الترقيعات التي أجريت عليها في الحد من خطورتها. في سياق متصل ، وعلى خلفية الامطار القوية التي شهدتها عاصمة دكالة طوال الليلة قبل الماضية، عاش سكان دوار "الطاجين" قرب المستشفى الكبير، لحظات عصيبة منذ الساعات الأولى من الصباح جراء التسربات المائية الكبيرة التي غمرت العديد من المنازل، كما غمرت مياه الأمطار ، المدرسة الابتدائية بدوار الغربة وكذا سوق الجملة للخضر والفواكه، كما أدت الامطار الغزيرة إلى إغلاق بعض الممرات بشارع جبران خليل جبران وشارع النصر. هذا وعرفت وضعية دواوير "الطاجين والغربة" تعبئة شاملة من طرف قائد الملحقة الإدارية السابعة رفقة أعوان السلطة وبإشراك جميع فعاليات الساكنة بالمنطقة الذين تطوعوا بشكل تضامني منذ الساعة الثالثة من صباح يوم السبت ، من اجل خلق معبر مؤقت،بهدف تصريف مياه الأمطار خارج المحيط السكني، دون أن ننسى الدور الهام لعمال شركة النظافة "سيطا البيضا" التي وفرت كل الظروف الملائمة لفك العزلة عن المناطق المتضررة.فيما كانت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء تكتفي بدور المتفرج والإهتمام ببعض المناطق الراقية والتي يقطن بها بعض المسؤولين! تجدر الإشارة إلى أنه ومع بدء مسلسل الانهيارات بالمنازل وعزل بعض المناطق بسبب التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها الجديدة على غرار باقي مدن المملكة، فقد عرفت غياب شبه كلي للمنتخبين الذين يهتمون هذه الأيام بالتفويتات وتبادل الإتهامات!! تعبئة 500 إطار طبي وتمريضي و300 سيارة إسعاف ومروحية ولمواجهة الوضع جندت وزارة الصحة طاقما طبيا وتمريضيا بالجهات المتضررة، جراء الاضطرابات الجوية التي تشهدها حاليا بعض جهات المملكة، يتشكل من حوالي 500 إطار، كما عبأت وسائل التدخل الطبي الاستعجالي وعددها 300 سيارة إسعاف خاصة بالتدخلات الطبية المستعجلة، بالإضافة إلى مروحية يغطي مجال تدخلها جهات مراكش تانسيفت الحوز وتادلة أزيلال. وأضافت الوزارة، في بلاغ لها، أنها رفعت كذلك، في إطار مخططها للتدخل الاستعجالي في حالة الكوارث الطبيعية، من درجة تأهب مصالح المستعجلات ومصالح الإنعاش لاستقبال وعلاج المصابين في المناطق المتضررة. وأوضح البلاغ أن مستشفى ابن طفيل بمراكش توصل بخمسة جرحى تم نقلهم بواسطة مروحية عسكرية بتنسيق مع المساعدة الطبية الجهوية، وتم التكفل بهم واستشفاؤهم، كما انتقلت مروحية وزارة الصحة إلى دواوير معزولة حيث قام الفريق الطبي بإجراء فحوصات لثلاث حالات في عين المكان بإقليم الحوز، فيما تم، يوم الأحد المنصرم، إنقاذ امرأة حامل في حالة وضع بأحد الدواوير التابعة لجماعة ستي فاطمة. وفي إطار المجهودات المبذولة من قبل مصالح وزارة الصحة، يضيف البلاغ، فقد تمكنت مصالح النقل الطبي الاستعجالي بواسطة المروحية من إنقاذ امرأة حامل ورجل يعاني من رضوض على مستوى الصدر، كما تم إنقاذ سيدة حامل وضعت بواسطة عملية قيصرية، علما بأن الاضطرابات الجوية حالت، في كثير من الأحيان، دون إمكان تحليق مروحية وزارة الصحة، مما تعذر معه التدخل. بالإضافة إلى ذلك أنقذت سيدة أخرى من محاميد الغزلان من أجل تسهيل مأمورية الوضع، كما تكفلت الفرق الطبية بنقل مواطنين مسنين مريضين بواسطة المروحية من مكان الكارثة إلى المستشفى قصد العلاج. إلى جانب ذلك، حسب البلاغ، تمكنت المصالح المتنقلة للمستعجلات والإنعاش من إنقاذ رضيع عمره لا يتجاوز أربعة أشهر أصيب برضوض على مستوى الرأس، والذي تم نقله إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس حيث تم التكفل بعلاجه. وأشار البلاغ إلى أن مسؤولين بوزارة الصحة في اجتماعات متواصلة مع المسؤولين بالقطاعات الأخرى، سواء على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلي، من أجل تتبع التطورات الميدانية، وسبل التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتوفير الخدمات العلاجية الأساسية والمستعجلة لضحايا هذه الكارثة الطبيعية. وزير الداخلية يزور المناطق المتضررة أفادت اللجنة الإقليمية لليقظة بإقليم ورزازات بأن الطريقين الوطنيتين رقم 9 (المحمدية-امحاميد) ورقم 10 (أكادير/بوعرفة) استعادتا حركيتهما العادية صباح أول أمس السبت بفضل تدخل المديرية الإقليمية وللتجهيز والنقل واللوجستيك. وأبرزت اللجنة، في بلاغ صحافي حول الحصيلة المؤقتة لتدخلاتها، قيام السلطات العمومية بمساعدة المواطنين ومد يد العون للأسر المتضررة على إثر التساقطات المطرية المسجلة بالإقليم أول أمس. وبسط البلاغ قيام اللجنة بسلسلة من التدخلات بالخصوص إنقاذ سيارة بين الواد الأبيض وإحدى الشعاب بالجماعة القروية لسكورة أهل الوسط على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 (أكادير-بوعرفة) وعلى متنها أربعة أجانب وسائق مغربي حيث تم تسهيل مرور السيارة في ظروف عادية. وأكد تمكن عناصر الوقاية المدنية والسلطة المحلية من إنقاذ مواطنين مغربيين على مستوى واد أغبالو، كانا على متن سيارة متجهة من ورزازات إلى زاكورة أصيبت بعطب داخل الوادي ، إلى جانب إنقاذ ثمانية أشخاص كانوا على متن سيارة أجرة من الصنف الأول، إضافة إلى السائق، قادمين من دوار تمقيت في اتجاه دوار تيزي بجماعة أمرزكان، «بعد إصرار سائقها على اجتياز شعبتين رغم ارتفاع منسوب مياههما وتحذيرات الأشخاص المتواجدين بعين المكان» . وشملت هذه التدخلات أيضا تسهيل مرور سيارة إسعاف قادمة من إقليم زاكورة، على متنها امرأة حامل على وشك الوضع إلى قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات، حيث وضعت حملها بسلام، وإخلاء السلطة المحلية بمدينة ورزازات، كإجراء احترازي، 16 منزلا من ساكنيها ببعض الأحياء المبنية بالتراب المدكوك. وتحدث البلاغ عن نقل السلطات لسيدة حامل من المركز الصحي لسكورة إلى مدينة مراكش على متن طائرة الاسعاف الطبي التابعة لوزارة الصحة، حيث تمكنت من الوضع. وبخصوص مساعدة السياح الأجانب الوافدين على الإقليم، أشار البلاغ إلى استقبال عامل الإقليم 40 سائحا أجنبيا التمسوا مساعدتهم على الانتقال جوا إلى مدينة مراكش حيث تمت برمجة رحلة جوية إلى المدينة لفائدتهم، وكذا استقباله سبعة طلبة من جنسية برازيلية يتابعون دراستهم بفرنسا تكلفت الدولة بتحمل مصاريف إيوائهم إلى حين ترحيلهم أمس الأحد إلى باريس عبر رحلة جوية للخطوط الملكية المغربية. وشدد المصدر نفسه على استمرار يقظة اللجنة وتتبعها عن قرب للوضع بالإقليم، داعيا المواطنين إلى توخي الحذر واليقظة بخصوص التقلبات الجوية المرتقبة خلال الأيام المقبلة. وقد شدد وزير الداخلية محمد حصاد، أول أمس السبت بأكادير، على ضرورة إيلاء الأولوية والتعجيل بإصلاح الطرق وشبكات تزويد الماء والكهرباء التي تضررت بفعل التساقطات والأمطار العاصفية التي تجتاح جهتي سوس ماسة درعة وكلميمالسمارة منذ يوم الخميس الماضي. وقال حصاد، في تصريح للصحافة، عقب ترؤسه لاجتماع بمقر ولاية أكادير خصص لمعالجة المشاكل الناجمة عن الفيضانات الأخيرة، إنه «لابد، على المستوى القريب، من إصلاح عدد من الطرق المتضررة والمقطوعة وفتحها في أقرب الآجال لاسيما الطريق الوطنية بين أكادير والصويرة» فضلا عن إصلاح الأضرار التي لحقت بشبكات الماء والكهرباء. وأفادت معطيات تم عرضها خلال الاجتماع، الذي حضره محمد حصاد بولاية أكادير والذي خصص، أيضا، لتقديم المنظومة العملية للتأهب والتدخل لمكافحة الفيضانات بجوار أكادير، بأن الأمطار التي اجتاحت المنطقة بلغت، إلى حدود الساعة العاشرة من صباح يوم السبت، 136 ملم بأكادير و151 ملم بمطار المسيرة و117 بتارودانت مع قوة رياح بلغت 80 كلم في الساعة. وفي هذا الصدد، ساق المتدخلون مجموعة من التدابير الوقائية والحمائية والتي تمثلت، على الخصوص، في تنقية الأودية، ومنع وقوف السيارات في بعض الممرات، وإغلاق المدارس، وإحداث خلية أزمة تتكون من ثلاث فرق متأهبة على مدى الأربع وعشرين ساعة، فضلا عن إشعار السكان، وإجلاء بعض من حفت بمنازلهم أخطار المياه، وتوفير المعدات والآليات اللازمة، ومراقبة النقط الحساسة التي شكلت في مجموعها 16 نقطة. كما أفادت معطيات المتدخلين بأن عمليات الإنقاذ همت 19 شخصا بأكادير إداوتنان التي غمرت الفيضانات تسع مناطق بها وتسببت في تسجيل 51 انقطاعا كهربائيا، و17 شخصا بإنزكان آيت ملول التي همت الفيضانات خمس مناطق بها وسجلت حدوث 20 انقطاعا كهربائيا. تساقطات مطرية غزيرة بلغت 230 ملم من جهتها أعلنت المديرية العامة للوقاية المدنية، التابعة لوزارة الداخلية، أن تساقطات مطرية غزيرة بلغت 230 ملم همت عدة مناطق جنوب البلاد، خلال الفترة الممتدة ما بين السادسة صباحا من الجمعة وحتى السادسة صباحا من يوم السبت، خاصة في كل من تارودانت، وشتوكة آيت باها، وإنزكان آيت ملول، وتزنيت، إضافة إلى سدود بالمنطقة. وأضافت المديرية أن أمطارا استثنائية بلغت 231 ملم سجلت على مستوى سد المختار السوسي (الجماعة القروية أوزيوا على بعد 100 كيلومتر شرق تارودانت)، كما تم تسجيل 137 ملم على مستوى سد إيمين خانك (إقليم تارودانت)، و120 ملم على مستوى سد أماخوز (حوض ماسة). وسجلت أيضا تساقطات مطرية بلغت 71 ملم على مستوى سد عبد المومن، الذي يبعد عن مدينة أكادير بحوالي 70 كلم. وفي السياق ذاته، بلغت التساقطات المطرية بشتوكة آيت باها 128 ملم، كما شهدت مناطق تابعة لها تساقطات مطرية غزيرة بلغت 141 ملم بتنالت، و138 ملم بإيدا أونييديف، و123 ملم في بآيت باها، و103 ملم بماسة، و100 ملم ببلفاع. وسجلت كذلك تساقطات ثلجية، خلال الفترة نفسها، بمنطقة تنغير، حيث بلغت 40 سنتيمترا بسفوح أهل مكون، و1,5 سنتيمتر بالمناطق المرتفعة، و2 سنتيمتر بسفوح مسمرير و12 سنتيمترا بالمناطق المرتفعة. كما شهدت منطقة الحوز تساقطات ثلجية خلال الفترة نفسها (35 سنتيمترا بسفوح أوكايمدن و45 سنتيمترا بالمرتفعات، و1,5 سنتميتر بسفوح توبقال و1,8 سنتميتر بمرتفعاته). الصيادلة يطالبون بتدخل الجيش لتأمين نقل الأدوية إلى المناطق المنكوبة طالب صيادلة المغرب، عبر الفيدرالية الوطنية ونقاباتهم الممتدة على الصعيد الوطني، بتدخل الجيش من أجل تأمين نقل الأدوية وإيصالها إلى المرضى والمواطنين بشكل عام بمختلف المناطق المنكوبة، التي تضررت بفعل الفيضانات التي تسببت فيها أمطار الخير التي تهاطلت على بلادنا، والتي أدت إلى عزل مناطق متعددة ، سيما بجنوب المملكة. ودق الصيادلة ناقوس الخطر بالنظر إلى عدم توفر العديد من الأدوية التي تعد ضرورية بشكل يومي بالنسبة للمواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة، شأنها في ذلك شأن أدوية أخرى يعد حضورها ضروريا ، خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة وغزو المياه للشوارع والمنازل، الأمر الذي رافقته إصابة العديدين بحالات من الأنفلونزا الموسمية وبنزلات للبرد، فضلا عن أمراض قد تؤدي إلى انتشارها بعد المساحات الملوثة، هذا في الوقت الذي غمرت المياه صيدليات وأتلفت الأدوية التي بداخلها على غرار ما وقع بالعديد من الدور، سيما بكلميم، ورزازات، تزنيت، سيدي إفني ... الصيادلة شرعوا ، كذلك، في تشكيل خلية استعجالية للبحث في جمع وتوفير المساعدات للمواطنين المتضررين، سواء تعلق الأمر بالأدوية، مواد غذائية أو ملابس، وهي الخطوة الإنسانية التي تعد مستعجلة وذات طابع آني ملح، إلا أن التخوف الذي يرافقها هو أن تصادف نفس الإشكال حتى لو تم توفيرها بكميات مناسبة، لانعدام الوسائل التي ستمكن من إيصالها إلى وجهاتها، سيما وأن التدخل عبر المروحيات تعذر هو الآخر، اللهم في بعض الحالات الاستثنائية.