دعت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، يوم الأربعاء، إلى السحب الفوري لتعديلات تم إدخالها على قطاع التعليم، بسبب تعارضها مع "ثوابت الشعب". وقال بيان للحزب نشره على موقعه الالكتروني: "تدعو الحركة إلى السحب الفوري لما يسمى بإصلاحات الجيل الثاني، لما شهدته من خروقات تتعارض مع إرادة الشعب وثوابته، والتي أكدها المختصون والخبراء". وأضاف "تؤكد الحركة على أن مسألة الثوابت خط أحمر، وتدعو كل القوى الحية في المجتمع للوقوف جبهة موحدة للتصدي لمحاولات التغريب وتهديد الثوابت الوطنية". ويقصد الحزب بالثوابت: اللغة العربية، والدين الإسلامي باعتبارهما ركيزتان للهوية الجزائرية، كما أعلن سابقا تشكيل لجنة داخلية لكشف تجاوزات جاءت بها هذه الإصلاحات. ويشهد قطاع التعليم في الجزائر منذ انطلاق الموسم الدراسي الجديد مطلع الشهر الجاري جدلاً كبيراً بسبب ما يسمى "إصلاحات الجيل الثاني"، التي تقودها الوزيرة نورية بن غبريط. ويقول معارضو الإصلاحات إنها تستهدف الهوية العربية الإسلامية للبلاد، فيما يؤكد المؤيدون أنها الحل للخروج بالمنظومة التعليمية من ركودها ورفع مستواها. وأدخلت وزارة التعليم هذ العام تعديلات على مناهج التعليم في الطور الأول (المرحلة الأساسية)، وتخص تقليص حجم مواد العلوم الإنسانية مقابل زيادة المواد العلمية، وتقول الأولى إنها بهدف رفع مستوى التلاميذ. وتستعد الوزارة لعرض مشروع لإصلاح التعليم الثانوي أمام مجلس الوزراء لإصلاح البكالوريا (الثانوية العامة)، تقول معلومات مسربة إنه يتضمن استعمال الفرنسية كلغة للمواد العلمية بدل العربية، وتقليص معاملات مواد مثل التربية الإسلامية والعربية والتاريخ. وتلتزم وزارة التعليم الصمت بشأن مضمون مشروع إصلاح البكالوريا؛ لأنه لم يتم عرضه بعد على مجلس الوزراء، حسب مسؤوليها، في وقت تطالب نقابات وأحزاب، السلطات برفع السرية عن المشروع. وينفي مسؤولو الوزارة في كل مرة تهمة المساس بالهوية ويعتبرون أن المدرسة أضحت ورقة سياسية للمزايدة لدى بعض الأحزاب في إشارة للإسلاميين. وأعلنت الوزارة، السبت الماضي، سحب كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط (مرحلة ما قبل الثانوي) من التداول بسبب خارطة تضمنت اسم إسرائيل بدل فلسطين، وحُملت دار نشر حكومية مسؤولية الخطأ الذي خلف موجة استياء في البلاد، التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل. ودعت أحزاب الموالاة إلى عدم تهويل الخطأ الذي وصفته بالتقني، فيما يؤكد معارضون وخاصة من التيار الإسلامي أن العملية مقصودة كبالون اختبار لقياس رد فعل الشارع من المساس بهذه المبادئ. وتعج صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، هذه الأيام، بمنشورات يقول أصحابها أنها لدروس وصور وردت في الكتب الجديدة تلقن الطلاب معلومات ومفاهيم منافية لمبادئ المجتمع.