طالعتنا وكالات الأنباء بالخبر التالي تحت عنوان "مفوض أوروبي: تركيا أردوغان لن تنضم للاتحاد": "أعلن المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد الرقمي والمجتمع الرقمي غونتر أتينغر أنه لا يمكن الحديث عن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلا بعد رحيل رئيسها الحالي رجب طيب أردوغان من منصبه. وقال أتينغر في حديث لصحيفة "بيلد" الألمانية إن العلاقات الجيدة مع تركيا لا تزال مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. والانضمام (تركيا إلى الاتحاد الأوروبي) في الظروف الحالية يبدو أمرا غير واقعي حتى العقد المقبل. ويمكن الحديث عن ذلك على الأرجح بعد رحيل أردوغان". ا.ه باختصار شديد، فإن هذ الخبر يؤكد ما نقوله علي الدوام ، بأن الغرب الصليبي، وصل إلى مرحلة من العجز والفشل، تدفعه لاخفاء الرئيس رجب طيب أردوغان من المشهد التركي برمته، سواء بالاغتيال أو الانقلاب… ولما كان الحل الأخير – أي الانقلاب – لاقي مصيرا مروّعا ليلة 15 تموز/ يوليو 2016م، فإنه لم يبق أمامهم إلا إنهاء حالة أسطورية اسمها "أردوغان" لا يمتد تأثيرها في المحيط الإقليمي، وإنما في العديد من دول العالم. خطورة أردوغان أنه يمتلك الكاريزما التي من خلالها يُحرك الجماهير بمجرد خطاب لا يتجاوز بضعة ثوان، كما حدث ليلة انقلاب 15 تموز، ومثل هذا "القائد" أو "الزعيم" بإمكانه تهديد مصالح أوروبا بمجرد خطاب أيضًا، أضف أن هذا القائد الجماهيري ينتمي للإسلام الذي يُحاربه الغرب الصليبي، واستطاع أن يُعيد تركيا لمجدها التليد، ويتقرّب للعرب الذين يُشكلون العمق الاستراتيجي والجيوبوليتيكي للجمهورية التركية بميراثها الحضاري وثقافتها. إذا فإن أوروبا لا تُريد أردوغان في المشهد، فأى قائد آخر لن يكون محل اجماع مثلما هو الحال فيما يُمكن أن نسميه "ظاهرة أردوغان"، ولذلك ربطوا دخول الأتراك للاتحاد الأوروبي برحيل أردوغان حتى يتسني لهم التلاعب برئيس يفتقد للكاريزما ويرضخ لشروطهم المعادية للإسلام والمسلمين. الأوروبيون ومن خلفهم أمريكا، لن يسمحوا بدخول تركيا للاتحاد الأوروبي، ما يسعون إليه هو تفكيك هذا البلد المسلم الذي يُشكل قوة اقتصادية وعلمية وثقافية وتاريخية كبرى، مثلما تآمروا علي سوريا والعراق ومصر. هم الآن يعرقلون قطار النهضة التركي بالعمليات الإرهابية الجبانة، وممارسة اغتيالات تمهيدا لنشوب حرب أهلية، وعندما يخرج الشعب التركي أكثر لحمة وتضامنا عقب كل عمل إرهابي، فإن قناعتهم تزداد بنظرية اخفاء أردوغان. ربما من سوء حظ أوروبا أن أردوغان لم يعد شخصية بقتلها تخضع تركيا، إنما صار منهجا وفكرة يؤمن بها الشعب التركي بشتي توجهاته ومشاربه. حفظ الله تركيا وقائدها وشعبها.