اهتز حي بياضة بمدينة أسفي زوال يوم الخميس الماضي، على وقع جريمة قتل بشعة، ذهبت ضحيتها طفلة صغيرة، كان تسمى قيد حياتها «جيهان»، لم تكمل بعد ربيعها الثالث. وفي وقت قياسي جدا، فكت المصالح الأمنية لغز الجريمة البشعة، وتم الاهتداء إلى المتهمة بقتل الطفلة. ومن المفاجآت، التي حيرت جيران وأقارب الأسرتين، أن المتهمة المسماة «عائشة»، التي تجاوزت الأربعة عقود، وتعمل أستاذة بالتعليم الابتدائي بمدرسة خصوصية بأسفي، لم تكن سوى زوجة عم الضحية، وجارتهم في السكن. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن صويحبات الضحية، وهما ابنة المتهمة، وإحدى صديقاتها، أخبرتا المصالح الأمنية، بأنهما رأتا «عائشة» تدخل المنزل مسرح الحادثة، مباشرة بعد أن خرجتا منه، وتركتا «جيهان» الصغيرة وحدها بالمنزل. ومباشرة بعد اعتقالها، اعترفت خلال البحث الأولي أنها ارتكبت الجريمة، وقامت بخنق الطفلة بواسطة جورب نسائي –ليبة موس-، حينما وجدتها وحدها داخل البيت، وتركتها مغمى عليها، وخرجت نحو منزلها. وذكرت مصادر أن الفرقة الجنائية بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وجدت صعوبة كبيرة في مواصلة البحث معها، عن الأسباب الحقيقية، التي كانت وراء ارتكابها الجريمة البشعة والمأساوية، بسبب تدهور حالتها النفسية، فصدر أمر عن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بوضعها بقسم الأمراض العقلية بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، كي تتعافى، قبل أن يستمر البحث معها. وقال أحد المقربين من عائلة المتهمة في حديث ل «المساء» إنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية، وتتناول أدوية طبية معالجة تخص الأمراض النفسية والعقلية، بسبب اكتئاب حاد ألم بها، نتيجة ضائقة مالية عاشتها أسرتها الصغيرة في الشهور الأخيرة، قبل ارتكاب الجريمة. وذكرت مصادر أن المتهمة «عائشة»، أكدت للمحققين بالقسم الجنائي بمصلحة الشرطة القضائية، أنها كانت في زيارة لبيت أخ زوجها، في وقت كانت أم الضحية تتبضع بسوق الخضر ببياضة. وأنها وجدت الطفلة جيهان وحدها داخل منزل أبيها، فخطرت على نفسها فكرة خنقها بواسطة جورب نسائي رقيق-ليبة موس-، تركتها مغمى عليها، وخرجت على الفور اتجاه منزلها. وحينما عادت الأم المكلومة من السوق وجدت ابنتها فاقدة للوعي، وفي حالة صحية متدهورة، فقامت بنقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس. ولما لفظت الطفلة أنفاسها الأخيرة، رجح الأطباء بالمستشفى أنها ماتت مختنقة، فتم ربط الاتصال بالمصالح الأمنية، التي انتقلت إلى مسرح الجريمة، وقامت باعتقال المتهمة.