أخيرا، تم الحسم في «معركة البرتقال» الدائرة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية بعد سنوات من الجمود الذي عرفه هذا الملف. القضية التي تناولتها غرفة الاستئناف للمكتب الجماعي للأصناف النباتية، التابع للاتحاد الأوروبي، انتصرت لصالح الطرح الأمريكي الذي يقول بأن البرتقال المصنع من طرف الشركة الأمريكية لا علاقة له ب»الماندرين» المغربي، الذي يتم تسويقه في جل دول الاتحاد الأوربي وعلى رأسها الجارة الإيبيرية إسبانيا. وأعلنت الغرفة التابعة للاتحاد الأوروبي قرارها المدافع عن البرتقال الذي أنتجته جامعة كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الاتهامات التي وجهها لها نادي الأصناف النباتية في إسبانيا، الذي يعد المنتج والمسوق ل»ماندارين ناظور كوت» في السوق الإسبانية، إلى جانب شركة «ماندارين ناظور كوت» التي تتوفر على براءة إنتاج هذا النوع من البرتقال المتواجد بالمغرب. وحسب قرار الغرفة الأوروبية دائما، فإن برتقال «طانغو»، أمريكي الصنع يختلف عن «ماندرين ناظور كوت»، مغربي الأصل، ولا علاقة بينهما؛ وهو القرار الذي يمكن البرتقال الأمريكي من التسجيل والحماية في الاتحاد الأوروبي. ليضاف بذلك هذا القرار إلى سلسلة القرارات المنتصرة للرواية الأمريكية، في كل من إسبانيا، والولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها، ومؤخرا في جنوب إفريقيا، بعد عدد من عمليات التحليل للبرتقال الأمريكي، دامت أكثر من ثلاث سنوات، إذ أعلنت جنوب إفريقيا أن المنتوج يمكن أن يحصل على براءة الملكية باعتباره نوعا جديدا. وأكد القرار نفسه أن المنتوج متجانس، وليس عبارة عن تقليد لمنتوج آخر يوجد في الأسواق الأوروبية، في إشارة إلى المنتوج المغربي، واستند أيضا إلى تقرير معهد فالنسيا للأبحاث الفلاحية، الذي أكد سلفا بأن البرتقال الأمريكي له قيمة تجارية مرتفعة، وأنه مميز عن المنتجات المتواجدة في السوق. وتعود تفاصيل هذه القضية، بعد تمكن المغرب من الحصول على براءة اختراع البرتقال الذي يحمل اسم "ناظوركوت" سنة 2004، وتأجج الصراع بعدما بدأت شركة إسبانية تسوق النوع نفسه في الأسواق الإسبانية بعد حصولها على ترخيص لمدة 30 عاما من شركة أمريكية سجلت الاختراع نفسه باسمها وأطلقت عليه "تانغو"، مما اعتبره المغرب اعتداء على حقوقه، الشيء الذي دفعه إلى رفع دعاوى قضائية في جميع الدول التي تسوق منتوجاته من البرتقال موضوع النزاع وذلك لسد الطريق على بلاد العم سام. وبالنسبة للمغرب، فإن البرتقال الذي يحمل علامة «طانغو»، والمنتج أمريكيا، ما هو إلا تطوير للبرتقال المغربي «ناظوركوت»؛ ما يعني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تحترم شروط الملكية الفكرية والصناعية، وهو الأمر الذي رد عليه خبراء مكتب براءات الاختراع في الولاياتالمتحدةالأمريكية بكون النوع المصنع في بلاد العم سام لا علاقة له ببرتقال المغرب، وهو الرأي نفسه الذي تبناه المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع.