شكل الملك الراحل الحسن الثاني عقدة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة طيلة فترة حكمه، فقد حاول دائما تقليده في مشيته وسيجاره وبروتوكوله وخطبه وكلامه ونخوته ومؤتمراته، وهي الأشياء التي كانت تنعكس على سلوكاته، حسب ما أوردته بعض التقارير. وحسب ما ذكره الكاتب الصحفي الجزائري محمد سيفاوي، مؤلف كتاب "بوتفليقة: عرابوه وخُدامه"، فإن بوتفليقة لم يكن يعتبر نفسه مواطنا جزائريا، بقدر ما كان يعد نفسه أحد "رعايا" المغفور له الملك الحسن الثاني، باعتبار أنه كان أكثر خبرة منه في المجال السياسي. وكانت طليقة بوتفليقة، قد صرحت في وقت سابق أن الرئيس الجزائري كان كثير التحدث عن المغرب في كل مناسبة كانت صغيرة أو كبيرة، وهو ما خلق لها لغزا غامضا على حد تعبيرها. وقال أحد المعارضين السياسيين الجزائريين، إن بوتفليقة كان يتشبه بالحسن الثاني في لهجته وفي مشيته، وإخوته ينادونه ب " سيدي حبيبي "، وهو أسلوب ليس جزائريا، في إشارة للطقوس المغربية، وأضاف أن" بوتفليقة يعاني من مركب نقص شديد أو من خطيئة أصلية". وقد لاحظ العديد من المتتبعين أن الجزائر تقلّد، المغرب في أكثر من ميدان، حيث عملت منذ مدة على استنساخ مجموعة من المشاريع كي تكون طبق الأصل، ولعل أبرزها حينما عمد الملك المغربي الراحل إلى بناء مسجد "الحسن الثاني" الذي يعد من بين أكبر المساجد في العالم، وقد دعا بوتفليقة آنذاك حكومته إلى تخصيص ميزانية مالية ضخمة لبناء أكبر مسجد يضاهي مسجد الحسن الثاني. وأفادت مصادر صحفية أن العلاقات التي كانت تربط الملك الراحل بالصحافيين وتدخلاته المثيرة للجدل كانت تثير غيظ بوتفليقة. شخصية الحسن الثاني كانت تثير خوف بوتفليقة حتى بعد مماته، حيث أكد أحد السياسيين الذين حضروا تشييع جنازة الحسن الثاني:" أن الرجل كانت شاداه " التقفقيفة " من تابوت الملك الراحل وتمنى- في قراره نفسه- شي موتا بحال هاذي". وأوضحت المصادر ذاتها، أن بوتفليقة كان يغار بشدة من الملك الراحل، إلى درجة أنه كان يشتاط غضبا إذا تمكن المغرب من تحقيق أي إنجاز رياضي عالمي، وقد سبق لأحد الرياضيين أن صرح أن " بوتفليقة كون صاب كون "جنس" نوال المتوكل وعويطة باش يحرم الحسن الثاني منهم".