انتقدت جماعة العدل والإحسان، استجابة خطباء الجمعة لدعوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل تعريف حقيقة الجهاد للناس من على المنابر، تفاعلا مع الأحداث الإرهابية التي ضربت باريس في الأيام القليلة الماضية. وقال محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة العدل والإحسان، في تصريح له لموقع "نون بريس"، إنه "فيما يتعلق بخطبة الجمعة نحن نتفق أن الخطيب لا ينبغي أن يكون له موقف سياسي أو متحيز لجهة معينة ، ولكن قضايا الأمة ينبغي أن يقول كلمته فيها، ولا يمكن أن خاضعا لسلطة وزارة"، مبرزا على أن أقدس حاجة يعلمها الدين للإنسان هو أن يكون حرا. وشدّد حمداوي، على أن الكلام حول إدانة الهجمات الإجرامية ضد الأبرياء في باريس جيدا جدا، ولكن ينبغي أن يكون لدى الخطباء وغيرهم موقفا موحدا، باعتبار أن الإنسان يبقى إنسانا سواء كان باريس أو في فلسطين أو سوريا، له حرمة آدمية واحدة مصداقا لقوله تعالى "وكرمنا بني آدم.."، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك انتقاء، كما أن القضايا المجمع حولها ينبغي أن يكون حولها كلام يورد حمداوي. وأضاف حمداوي، أن استجابة خطباء الجمعة لدعوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الرامية إلى تعريف الجهاد تزامنا مع اعتداءات باريس، يظهر خضوع هؤلاء الخطباء لوزارة معينة تشغل الخطباء لتبرير مواقف معينة، فيما يتم السكوت على أمور أخرى، بالرغم من أنها ليست سهلة، حيث قال حمداوي "الآن ما يجري من تقتيل للفلسطينيين، واحتلال لأرضهم، وتشريد لشعب ودوس على مقدسات الأمة، كل تلك القضايا لا ينبغي السكوت عنها". وفيما يتعلق بالتفاعل الرسمي للأنظمة العربية مع اعتداءات باريس، قال حمداوي "إن الإدانة مطلوبة، وما قلناه على الخطباء يقال كذلك على الأنظمة، فتفاعل الأنظمة مع اعتداءات باريس جيد، ولكن لا يجب أن ننسى ما يجري من تقتيل في فلسطينوسوريا واليمن ومناطق أخرى، وكذلك مجازز المسلمين في بورما المسكوت عنها". وأوضح حمداوي أن "القيم التي يقولون عنها إنسانية عامة ينبغي أن تشمل الجميع ولا يكون فيها انتقاء، باعتبار أن هذا الانتقاء هو الذي يولد الحقد وهذا العنف الأعمى الذي يأتي على الأخضر واليابس، فينبغي أن ننظر بعين العدل إلى الجميع بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه إلخ". وأورد القيادي في "الجماعة" في تدوينة له بالفايسبوك أن "الدعاء مع فلسطين والقدس والأقصى على منابر المساجد ممنوع، خصوصا بعد توقيف أكثر من 200 خطيب وواعظ"، متسائلا : "أين هي الادعاءات الرسمية بنصرة القضية؟ وأين هي اللجنة الأسيرة لجنة القدس؟.. لكن الذي يثلج الصدر هو الحضور القوي لقضية فلسطين (..) في نفوس ومشاعر واهتمامات المغاربة قاطبة وتفاعلهم المستمر معها". من جهته عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان حسن بناجح قال في تعليقه على التفاعل الرسمي مع اعتداءات باريس الأخيرة، إن "إصرار الأنظمة العربية، بتواطؤ مع المنتظم الدولي، على احتكار الشأن الديني وصياغته في قوالب جامدة لا تنفذ إلى العمق التربوي الملبي لاحتياجات الشباب الروحية والفكرية، ومحاربة الحركات الإسلامية المعتدلة التي تساهم بنجاعة وفعالية في تأطير الفئات الواسعة من الشباب من شأنه أن يدفع إلى استمرار مشاتل العنف". ومما يمكن أيضا أن يساهم في استمرار مشاتل العنف حسب بناجح هناك أيضا "الإمعان في توسيع الفوارق الطبقية وضرب العدالة الاجتماعية وتوسيع دائرة الفقر في قاعدة الهرم..". وكانت مساجد المغرب، الجمعة الماضية ، قد تفاعلت مع الأحداث الإرهابية التي ضربت باريس، إذ تلا الأئمة خطبة الجمعة بشكل شبه موحد، همت بالأساس إدانة الإرهاب وبيان حقيقة الجهاد، استجابة لبلاغ سابق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أهاب بالخطباء تعريف حقيقة الجهاد للناس والتحذير مما وصفه ب"عصابة من الضالين المضلين".