تصر شركات المحروقات بالمغرب على السباحة عكس التيار، من خلال الزيادات المتوالية في اعسار البنزين والغازوال، مستفيدة في ذلك من قرار تحرير القطاع الذي لم يستفد منه المستهلك بأي شكل من الأشكال، هذا في الوقت الذي ظلت أسعار النفط في السوق الدولية تتأرجح عند أدنى مستوياتها قرب 40 دولارا للبرميل. وبحسب ما أوردته يومية "المساء" فقي عددها ليومي السبت والأحد 28 و29 ماي الجاري، فإن أسعار الغازوال قفزت في بعض المحطات إلى 8.33 درتهم للتر، في حين تجاوزت أسعار البنزين عتبة 10 دراهم للتر، وهو مستوى من الأسعار يوازي ما كان معمولا به عندما كانت أسعار النفط العالمية تفوق 100 دولار للبرميل. وعلى عكس ما صرح به المسؤولون عن القطاع، حينما قررت الحكومة رفع يدها على قطاع المحروقات عبر سياسة تحرير الأسعار من خلال اتفاق "ملغوم" مع 15 شركة ناشطة في مجال استيراد وتوزيع وتسويق المنتوجات الطاقية بالمغرب، من أن المستهلك هو من سيستفيد من قرار التحرير، على اعتبار أن هذا الأخير سيخلق جوا من المنافسة بين الشركات، إلا أنه يبدو ألا شيء من ذلك قد حصل ، وأن الشركات أصبحت المستفيد الأول والأخير من الوضعية الحالية.