شدّد صلاح الدين مزوار، رئيس كوب 22 ووزير الشؤون الخارجية و التعاون، على أن إفريقيا ليست في حاجة اليوم إلى نقاش وأفكار وتوصيات توضع في الرفوف وتنسى، بل هي اليوم في حاجة إلى أفعال ومبادرات عملية، داعيا في الوقت ذاته إلى الكف عن جعل القارة موضوعا للنقاش دون تفعيل ما ينتهي إليه، بالانتقال إلى العمل الميداني ، معتبرا أن كوب 22 بمراكش يضع هذا المبدأ ضمن أهم أولوياته. وقد جاء تصريح صلاح الدين مزوار، خلال مشاركته في ندوة نظمها اليوم الجمعة 27 ماي، البنك الأفريقي للتنمية بلوسكا بزامبيا، حول " الطريق إلى كوب 22 بمراكش : التحديات المطروحة"، بمشاركة سيغولين رويال رئيسة كوب 21 بباريس و وزير البيئة بدولة نامبيا و عدد من الفاعلين في مجال حماية البيئة بإفريقيا، وكان موضوع التحديات التي تواجهها إفريقيا في ظل التغيرات المناخية باعتبارها الأكثر تضررا من تبعاتها، حاضرا بقوة في النقاش المفتوح الذي شهدته الندوة، مع اعتبار المتدخلين كوب 22 بمراكش محطة أساسية لإيجاد حلول عملية للمشاكل التي تتخبط فيها الدول الإفريقية الأكثر هشاشة جراء التغيرات المناخية . وقال مزوار في هذا الصدد "أن المجموعة الدولية ملّت من النقاش والشعارات بل تريد عملا وفعلا والتزاما حقيقيا" مضيفا أن المغرب باعتبار انتمائه الأفريقي المتجذر يضع قضايا إفريقيا ومعاناة دولها الهشة من تبعات المناخ وتدهور البيئة من أولويات كوب 22 بمراكش، خاصة، يضيف المتحدث، أنها لا تتحمل أي مسؤولية في هذا الوضع المتردي، لكنها مطالبة اليوم بتقديم تنازلات أو تضحيات، وهذا يتنافى ومبدأ العدل والإنصاف، مشددا على أن إفريقيا يجب أن تكون فاعلا أساسيا في هذه الدينامية . وباعتبار إفريقيا من أهم ضحايا التغيرات المناخية، يوضح مزوار، فهي مطالبة بالتحرك للتفاعل مع التحولات التي يشهدها العالم ،فإفريقيا ،يقول مزوار، مسؤولة عن بناء نموذج للتنمية خاص بها رغم أنها ليست مسؤولة عن وضعها الحالي، لكنها مطالبة بالعمل انطلاقا من قناعة ورؤية مشتركة .