صورة قاتمة تلك التي رسمتها المحامية سعاد البراهمة عن الوضع الصحي الذي يعيشه الصحافي سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم"،المعتقل منذ أزيد من سنة بسجن عكاشة . وقالت المحامية سعاد البراهمة،عضو هيأة دفاع سليمان الريسوني أنها زارت رفقة المحامين الأستاذ دادسي. والأستاذ قنديل االصحافي الريسوني بسجن عين السبع 1 (عكاشة) صباح أمس الجمعة 26 يونيو الجاري، فلاحظوا أنه عندما كان قادما إليهم يمشي "ببطء شديد، تعلو وجهه صفرة الموت، لا يكاد يمشي، يستند على عكاز بيد، ودراع موظف السجن، باليد الأخرى". وقالت البراهمة أنها "ذهلت ذلك لشحوبة وهزالة سليمان" مقارنة على ماك عليه وضعه الصحي الجمعة الماضي، ولم يبق واضحا من قسمات وجهه الذابل وعظام صدغيه البارزتين من الهزال للتعرف عليه إلا عينيه الواسعتين، باشراقتهما الخجولة، نفسه يكاد ينقطع وهو يكلمنا ودقات قلبه تكاد تسمع وترى من بين ضلوعه البارزة على حد تغبير البراهمة دائما. ونقلت ذات المحامية عن سليمان قوله إنه "لم يتناول التمر وإن حاولت الادارة بكل الوسائل الممكنة ترهيبا وترغيبا واحتيالا، ومستعد لإجراء خبرة طبية لتأكيد ذلك"، مشيرة على أن "مؤشراته الحيوية في الحضيض، فضغط دمه 7/5 ومستوى السكر فيه 0،5، وزنه أقل من 49 كيلو كراما بعد ان كان ثمانين عند دخوله السجن، وقد جرى نقله ليلة الخميس للمستشفى وإعادته بعد محاولة رفع نسبة السكر بواسطة المحاليل". وأضافت البراهمة أن سليمان " لم يعد يقوى على المشي، وتم تمكينه اخيرا، بعد معركة دامت لأسبوع لم يتناول فيها السكر، ورفض ان ينقل للمستشفى وأن يرى محاميه، من كرسي متحرك بإذن من الطبيب"، تقول البراهمة وتردف، "رجله اليمنى لم يعد يشعر بها وقد لا يتمكن من ذلك مطلقا، كما أكد له أحد الاطباء، وهو الان يستعين بعكاز"، وأنه "لم يمتنع عن استقبال محاميه الخميس الاخير وإنما لم يقو على الوقوف، ونزول الدرج بحيث تعلو دقات قلبه ويكاد يتوقف". سليمان أكد، على لسان محاميته أنه "لم يرفض الحضور لجلسة الثلاثاء الماضي وإنما طلب سيارة اسعاف وكرسي متحرك نضرا لوضعه الصحي الخطير، وعندما قالو انه غير ممكن وافق ان يرافقهم شريطة أن يتحملوا مسؤوليتهم إذا وقع له مكروه، فوافقوا، وطلبوا منه ارتداء ملابسه وحدائه لحين عودتهم لمرافقته. وفعلا فعل بصعوبة، لأنه عادة يساعده في ذلك أحد الحراس، وظل ينتظر وحيدا قلقا دون أن يعود اليه أي أحد، وهو ما فهم منه فيما، بعد أنهم لم يكونوا يريدونه أصلا أن يحضر." وأكدت البراهمة على أن سليمان " يصر على المثول أمام القضاء، وسيحضر الثلاثاء إن كان لازال على قيد الحياة، ويطالب بمقاضاة من يروجون الاكاذيب للإساءة له وتغليط الرأي العام والتشكيك في مصداقيته، وصدقه، خصوصا بعد تمكينه من الكرسي المتحرك، ليحكي بنفسه كيف زورت ارادته وترك وحيدا ينتظر أن يقلوه إلى المحكمة".