بالرغم من الصراع الديبلوماسي بين الرباط ومدريد على خلفية استقبال هذه الأخيرة لزعيم البوليساريو وواقعة الهجرة الجماعية لسبتة المحتلة، أفاد الأستاد في العلوم السياسية، رشيد لزرق، أن سلوك الخارجية المغربية في التعاطي مع الحكومة الاسبانية طبع بسمة الثبات والهدوء حيال خرق الحكومة الإسبانية كل الأعراف القانونية والدبلوماسية ومبادئ حسن الجوار لكون المغرب وضع نصب عينيه التعامل بصرامة وصدق وثقة في إمكانياته مع طريقة استهداف كرامته ووحدته الترابية من طرف الإسبان. وأضاف لزرق في تصريح له ، أن المغرب لا يملك فقط ملف الهجرة بل العديد من الملفات منها الأمني والاستخباراتي والتي يمكن أن تكون تداعياتها كبيرة على الاتحاد الأوروبي ككل وليس فقط إسبانيا في حالة توقف التعاون الثنائي، لهذا من المنتظر أن يتجه الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على إسبانيا في اتجاه تحسين التعاون. وتابع "لهذا فالمغرب يشترط محاكمة إبراهيم غالي الذي يواجه تهما بارتكاب جرائم حرب في مخيمات تندوف بالجزائر لعدم قطع العلاقات مع إسبانيا. وتواتر خلال الساعات الماضية الحديث عن تدخلات أوروبية ووساطة فرنسية من أجل حلحلة الأزمة الراهنة بين إسبانيا والمغرب"، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، انتقد تعاطي الاتحاد الأوروبي مع أزمة الهجرة، معتبرا أن "هناك علاقة معقدة بما يكفي، في الوقت الحالي، بين إسبانيا والمغرب وآمل أن يتم تجاوز ذلك قدر الإمكان. وشدد لزرق في ختام تصريحه على أن نجاح الوساطة الفرنسية يبقى رهين بطبيعة تعاطي الحكومة الإسبانية مع مطالب المغرب،معتبرا أن المغرب صارم في مسألة الدفاع عن مصالحه الاستراتيجية ولن يتراجع عنه، لهذا فإن الكرة في ملعب الحكومة الإسبانية"، مضيفا أن باريس "يمكن أن توظف فرنسا ضغط الاتحاد الأوروبي على الحكومة الإسبانية.