أشاد الوزير الفرنسي المكلف بأروبا والشؤون الخارجية، جان إيف لودريان، بالشراكة الاستثنائية التي تربط بين المغرب وفرنسا، مشيرا الى ان مباحثاته مساء الاربعاء مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، ناصر بوريطة، بلاسيل – سان كلو (غرب باريس)، اتاحت التقدم على مستوى هذه الشراكة في مختلف ابعادها ، خاصة في مجال مكافحة الارهاب . وقال لودريان في تصريح للصحافة عقب هذه المباحثات " ان تعاوننا في المجال الأمني، ضروري من اجل الرد على التهديد الذي تمثله عودة المقاتلين الاجانب من الساحة السورية – العراقية"، مؤكدا ان "المغرب يعتبر حليفا "ثمينا" في هذه المعركة المشتركة". وتطرق لودريان ايضا الى الجهود المبذولة من اجل التصدي لضغط الهجرة الذي يعرفه البلدان، والذي يتعين عليهما التعاطي معه "بروح من الحزم والمسؤولية والانسانية". واشاد الوزير الفرنسي ايضا بالتعاون الثنائي في مجالات التربية والتشغيل والشباب التي تعد في صلب الاولويات الحكومية سواء في فرنسا او المغرب. وعلى الصعيد الاقتصادي ، دعا الوزير الفرنسي المكلف بأروبا والشؤون الخارجية الى تعزيز التعاون بين المقاولات بالبلدين سواء بفرنسا او المغرب او بافريقيا. وفي ما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية، اشار المسؤول الفرنسي الى ان البلدين يتقاسمان نفس الرؤية حول اهمية العلاقة المتميزة بين الاتحاد الاروبي والمغرب، ولديهما طموحات مشتركة من اجل حوض المتوسط، ويتعاونان بشكل وثيق لحل الأزمات، ومنها الازمة الليبية. ولدى تطرقه لتخليد مائوية نهاية الحرب الكبرى (1914 -1918 ) ولمنتدى السلام الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية خلال الايام المقبلة، حرص الوزير الفرنسي على الاشادة بالجنود المغاربة الذين ضحوا بحياتهم خلال الحرب العالمية الاولى التي شاركوا فيها تحت إمرة الجيش الفرنسي، مضيفا ان شجاعة وتضحيات هؤلاء الجنود هي محط تقدير واحترام. وكان لودريان قد عبر عن سعادته لاستقبال، ناصر بوريطة بقلعة لاسيل –سان كلو، وتحديدا بالقاعة التي شهدت في خريف 1955 ، محادثات سياسية بين المغفور له محمد الخامس، ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي آنذاك انطوان بيني. وذكر بأن هذه المحادثات توجت في سادس نونبر 1955 ، باعلان مشترك، حول بدء مسلسل استقلال المغرب. وقبل المحادثات ، دعا لودريان ضيفه الى القاعة التي شهدت التوقيع على اتفاقيات لاسيل – سان كلو ، لاكتشاف عدد من الوثائق التاريخية،والصور التي تخلد للحدث.