بعد إصراره على استئناف النشاط الكروي بالمغرب والمقامرة بأرواح مئات اللاعبين وآلاف الأسر في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا داخل المنظومة الكروية ببلادنا ، يواصل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي القجع نهج سياسية الكيل بمكيالين تجاه مكونات كرة القدم الوطنية من خلال محاباته لأندية الدوري الاحترافي بقسميه الأول والثاني على حساب أندية الهواة التي تعاني الأمرين بسب تأثيرات جائحة كورونا وهي التي فرض عليها قرار استكمال الموسم الكروي في ظروف أقل ما يقال أنها كارثية بالنظر لغياب الدعم المادي واللوجيستكي والافتقار لكل شروط الممارسة الكروية السلمية. الرجل الأول داخل الجهاز الوصي على كرة القدم الوطنية وجد الفرصة مواتية خلال جائحة كورونا ليظهر كرمه الحاتمي تجاه أندية الدوري الاحترافي بقسمية الأول والثاني من خلال إغداقه الأموال على أندية الصفوة لامتصاص غضب اللاعبين والمسيرين الذين رأو منذ اليوم الأول للجائحة في استئناف الدوري قرارا انتحاريا من شأنه تهديد سلامة وحياة اللاعبين وأسرهم . الأكيد أن إصرار الجامعة على عودة عجلة الدوري للدوران وتجاهل مقترحات من قبيل إعلان "موسم أبيض" أو تطبيق "النموذج الفرنسي" مرده الرغبة الملحة للمسؤولين الجامعيين في صرف مبالغ الدعم الطائلة الموجودة داخل خزائن أغنى اتحاد كروي في إفريقيا والتي تقدر ب 9 ملايير و700 مليون سنتيم وهي المبالغ التي سيذهب قسم كبير منها لدعم الأندية الوطنية المنتمية للقسمين الأول والثاني من أجل الدخول في معسكرات مغلقة داخل الفنادق المصنفة خلال الفترة المقبلة للحد من تفشي فيروس كورونا داخل أوساط اللاعبين في حين تترك أندية الهواة لتواجه مصيرها مع كورونا في ظل تجاهل تام من الجامعة لمطالب أندية العصب بمساعدتها في مشهد يجسد قمة الاستهتار بحياة ومصائر لاعبي الأقسام السفلى وأسرهم . ورغم وعود الجامعة في وقت سابق بإلزام الأندية بتطبيق شروط "البرتوكول الصحي" لعودة النشاط الكروي في ظروف سليمية إلا أن ذلك لم يمنع فيروس كورونا من التغلغل في صفوف اللاعبين والمدربين والمسيرين ليربك معه برمجة الدوري الاحترافي ويقضي بتمديد الموسم لشهر إضافي وإذا كان هذا الوضع داخل قسم الصفوة الذي تعيش أنديته ظروفا مادية مواتية تساعدها على مواجهة خطر إصابة اللاعبين بالفيروس فما بالك بالوضع داخل فرق الهواة التي يجد لاعبوها صعوبة في الامتثال للتدابير الصحية التي تشترط لاستئناف المسابقات في ظل انعدام الإمكانيات وهو الأمر الذي سبق وأن نبهت له أندية القسم الوطني الثاني هواة شطر الصحراء، في مراسلة لفوزي لقجع، أكدت من خلالها أن "الإكراهات" التي تُعاني منها أندية الهواة تحول دون قدرتها على استئناف ما تبقى من مجريات البطولة خصوصا في ظل انعدام شروط السلامة الصحية للممارسين والأطر التقنية والإدارية والمستخدمين. مشاكل أندية الهواة التي أرغمها القجع على العودة للمنافسة رغم مطالبتها في وقت سابق بإلغاء البطولة ينضاف إليها إكراه تراكم المستحقات المالية في ذمة أكثر من نادٍ بسبب وباء كورونا، ما دفع عددا منها إلى طلب تسبيق منح الدعم المقدمة من المجالس المنتخبة، وبغياب قنوات الدعم العمومي وجدت معظم الأندية صعوبات في صرف مستحقات لاعبيها العالقة فضلا أن عددا من الأندية الممارسة في أقسام الهواة والقسم الشرفي تجد صعوبة كبيرة في الالتزام بإخضاع لاعبيها وأطرها للتحاليل بسبب التكاليف المرتفعة لهذا النوع من الفحوص وغياب الوسائل اللوجيستيكية لدى أغلب مكونات الهواة مع غياب قرار واضح من الجهاز المعني بخصوص تحمل مصاريف الكشوف الطبية. وبين واقع استنئاف النشاط الكروي وتهديد فيروس كورونا يبقى السؤال مطروحا هل عودة عجلة الكرة للدوران في الملاعب الوطنية بالنسبة لفرق الهواة في ظل غياب الإجراءات الوقائية وانعدام الدعم المادي أهم بالنسبة لجامعة القجع من حياة اللاعبين أنفسهم ؟.