بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ إبراهيم أبو بكر حركات. وقال الملك، في هذه البرقية، "ببالغ التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضاه، الأستاذ الباحث والمؤرخ القدير، إبراهيم أبو بكر حركات، تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه". ومما جاء في البرقية "وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم، ومن خلالكم، لكافة أهلكم وذويكم ولأصدقاء الفقيد المبرور ومحبيه، ولأسرته الثقافية والفكرية الكبيرة، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا، في رحيل أحد أعمدة المدرسة التاريخية المغربية، المشهود له بالكفاءة والاجتهاد الرزين، تدريسا وبحثا وتأليفا؛ إذ خلف، رحمه الله، طيلة مساره الأكاديمي الحافل بالعطاء، رصيدا معرفيا وعلميا رصينا أثري به خزانة الحقل التاريخي بالمغرب، ونهل منه أجيال من الطلبة والباحثين، وجعله محط تقدير واعتراف العديد من المؤسسات العلمية والفكرية الوطنية والدولية". وأضاف الملك "وإذ نشاطركم مشاعركم في هذا المصاب الأليم، فإننا نضرع إلى الله تعالى أن يعوضكم عن رحيله جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزيه الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه من جليل الخدمات، وعما قدم بين يدي ربه من صالح الأعمال والمبرات، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالجنة والرضوان". وتوفي المؤرخ المغربي إبراهيم حركات صاحب كتاب "المغرب عبر التاريخ"، الأحد الماضي بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 91 سنة. وأثرى الراحل، المكتبة الوطنية بعدد من المؤلفات والكتب في الفكر والتاريخ المغربي والإسلامي، كما شارك في العديد من المنتديات الثقافية والفكرية وساهم في عملية التعريب التي تلت استقلال المغرب بنحو 40 كتاباً مدرسيا. وساهم بمواد كثيرة في معلمة المغرب والموسوعة الإسلامية التركية. وهو عضو في اتحاد المؤرخين العرب، وعضو في الجمعية الدولية لتاريخ البحر المتوسط بإيطاليا. وحصل الراحل على وسام الشرف من درجة فارس، ووسام العرش من درجة ضابط، والوسام الثقافي من تونس، ووسام المؤرخ العربي، وجائزة الاستحقاق الكبرى من وزارة الثقافة المغربية، بالإضافة إلي جائزة الملك فيصل العالمية، كما قامت كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بتكريمه والاحتفاء بمنجزاته في يوم دراسي. الفقيد خلف وراءه حصيلة معرفية غنية تستحق أكثر من وقفة ، لإسهامه في إغناء الخزانة المغربية والحقل التاريخي على الخصوص فهو لم يتخصص في فترة دون غيرها بل كان شاملا ومنفتحا على عصور مختلفة أبان فيها عن معرفة رصينة كان لها أثرها في مجال البحث التاريخ.