بعد شروع دول عدة في مختلف أنحاء العالم بتخفيف قيود الإغلاق الكامل التي فرضت قبل ثلاثة أشهر للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد بما فيها بدء فتح البلاد تدريجياً بمدارسها ومحالها التجارية ومؤسساتها، وتشريع الأبواب مجدداً أمام السياح، وتهيئة السكان للعودة إلى حياتهم الطبيعية- عاودت أعداد المصابين الارتفاع مرة أخرى، ما ينذر ببدء موجة ثانية من الوباء القاتل، الأمر الذي أجبر العديد من دول العالم على إعادة فرض تدابير محلية مشددة. ومن بين لدول التي أعادت فرض تدابير إغلاق محلية نجد: مدينة "ليستر" في بريطانيا، ففي الوقت الذي بدأت فيه المملكة المتحدة، أكثر الدول تضرراً في أوروبا، تخفيف إجراءات العزل مع انخفاض أعداد المصابين بفيروس كورونا، أعلنت الحكومة الإثنين تشديد العزل في ليستر بسبب ارتفاع عدد الحالات في هذه المدينة الواقعة وسط انجلترا، المدينة الأولى التي تفرض عليها تدابير محلية. وأعلن مات هانكوك وزير الصحة البريطاني أنه سيعاد إغلاق المتاجر التي فتحت أبوابها في المدينة اعتباراً من الثلاثاء، وأنه سيتم إغلاق المدارس يوم الخميس. هذا ونصح بعدم السفر إلى هذه المدينة إلا في حالات الضرورة القصوى. مدينة "لشبونة" في البرتغال لم تسلم بدورها من هذه التدابير،فبعد ثلاثة أشهر ونصف من إغلاق حدودها البرية، تبقى البرتغال من البلدان الأوروبية الأقل تضرراً بكوفيد-19 من حيث أعداد الإصابات 42454 والوفيات 1579. إلا أنها لا تزال حتى تاريخ اليوم تحارب انتشار العدوى بقلق كبير. وأعلن رئيس الوزراء البرتغالي، الخميس الماضي إعادة فرض الحجر الكلي على أحياء في الضواحي الشمالية للعاصمة لشبونة اعتباراً من الأول من تموز/يوليو، لمواجهة تفشي وباء كوفيد-19 فيها. مدينة "الراين" في ألمانيا، فبعد ظهور أكثر من 1500 حالة إصابة في ولاية شمال الراين فستفاليا الألمانية، أعلنت السلطات يوم الثلاثاء إعادة فرض الحجر الكلي على الولاية، وطالت تدابير الإغلاق هذه 600 ألف شخص. ومن المفترض أن يستمر هذا الإجراء مبدئياً لغاية الثلاثين من الشهر الجاري. ومنذ بدء تخفيف قيود العزل في ماي، أعادت ألمانيا للمرة الأولى فعادة إغلاق منطقتين "غوترسلو وفارندورف". ومن المقرر، بحسب تصريحات رئيس حكومة الولاية أرمين لاشيت، أن تبقى غوترسلو مغلقة حتى السابع من يوليوز ك" تدبير احترازي". أما على الصعيد الوطني الألماني وصل العدد الإجمالي للوفيات بالدولة إلى 9061 حالة وفاة، فيما ارتفع إجمالي الإصابات إلى 196324 حالة مؤكدة. مدينة "ملبورن" بأستراليا ؛ كغيرها من الدول، أعلنت السلطات الأسترالية عن إعادة فرض إجراءات الإغلاق في 36 منطقة بمدينة ملبورن، أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان، في محاولة لاحتواء فيروس كورونا الجديد بعد تسجيل ارتفاع في أعداد المصابين بالوباء. ومن المقرر أن تستمر تدابير الإغلاق التي فرضت على ولاية فكتوريا، والتي تعد ملبورن عاصمتها من يوم الأربعاء حتى 29 يوليو/تموز. وحتى تاريخ اليوم تم تسجيل 8000 حالة إصابة بفيروس كورونا في أستراليا، إلا أن عدد الوفيات لايزال مستقراً عند 104 حالات وفاة. "تشيناي" بالهند؛ يشهد فيروس كورونا انتشاراً واسعاً في الهند مع أكثر من نصف مليون إصابة مثبتة ولا تزال مدنها معرضة لموجات ثانية في الوقت الذي تحاول فيه السلطات إعادة فتح البلاد تدريجياً. وفي محاولة لمواجهة ضراوة هذه الأزمة الصحية، قررت تاميل نادو، إحدى ولايات الهند البالغ عددها 28 ولاية، وعاصمتها مدينة تشيناي إعادة فرض الإغلاق مجدداً في المدينة وثلاث مناطق مجاورة بعد فشلها في السيطرة على انتشار الوباء. وبلغ أعداد المصابين بفيروس كورونا في الهند التي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث انتشار الوباء، 605775، وتم تسجيل 17855 حالة وفاة. مدينة بكين بالصين؛ أعادت العاصمة الصينية بكين، في الشهر الماضي فرض إجراءات مشددة في المدينة وإغلاق عشرات المجمعات السكنية وأجرت اختبارات جماعية بعدما أثارت مئات الإصابات مخاوف من عودة تفشي الفيروس، لتعود وتخفف الأربعاء مجدداً من إجراءات العزل هذه. وسجلت ثلاث إصابات جديدة فقط في المدينة، ما يزيد الآمال في السيطرة على الوباء.