طالب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، عزيز كرماط، الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، بوقف بث الجزء الثاني من سلسلة “سوحليفة” التي تتعارض جملة وتفصيلا مع القيم والأخلاق التي تربى عليها المغاربة. ووجه كرماط، شكاية إلى رئيسة “الهاكا”، عبّر فيها عن تفاجئه “بعرض الجزء الثاني من سلسلة سوحليفة على القناة الأولى، حيث جاءت تصريحات وتدوينات كثير من المثقفين والباحثين في مجال علم الاجتماع والفاعلين في المجتمع المدني لتعبر عن هاته المفاجأة، من خلال انتقاد العمل واعتباره اعتداء وعنفا حقيقيا في حق الطفولة”. وقال المتحدث ذاته، إن هذه السلسلة تشكل خطرا كبيرا “على هاته الطفلة المغربية بالخصوص، وعلى باقي الأطفال عموما، فقد تجعل سوحليفة نموذجا للتقليد الذي يهدم شخصيتها، مع الأثر السيئ الذي قد يخل بتوازنها النفسي والتربوي”. وأضاف الفاعل السياسي، أنه”من المعلوم أن من بين حقوق الأطفال المتعارف عليها دوليا حمايتهم من العنف النفسي والجسدي الذي يؤثر على سلوكياتهم، والذي يمكن أن يمارس عليهم بشكل أو بآخر ولو بحسن نية، إذ إن النية التي تؤدي إلى الأذى تصنف في مصاف العنف والجريمة”. واعتبر كرماط أن تشخيص الطفلة لدور “سوحليفة” “يلزمها بالقيام بحركات وإيماءات جسدية مخلة بالأخلاق، كما تتضمن المشاهد سلوكيات وألفاظ خادشة للذوق العام”، كما أن “الدور الذي تشخصه الطفلة يفوق قدراتها المعرفية الإدراكية والنفسية، كما يعرضها لمتاهات “الطوندونس”، ما قد يعرضها بشكل كبير للنقد والتنمر الذي سيؤثر سلبا على مسارها واختياراتها المستقبلية، كما يخلخل تكوين بنيتها النفسية”. ويرى كرماط أن”إقحام الطفلة في هذه السلسلة، هو بمثابة إقحام للبعد الطفولي البريء في عالم الكبار، حيث تقدم الطفلة فيه صورة أخرى توحي بالنضج السلبي في فهم الآخر الذي هو البالغ وتحليله وقراءته وتقديمه على أنه أقل ذكاء منها، وبالتالي التأكيد للمشاهد أن الطفلة في سنها يمكن أن تكون لها دراية ومعرفة بالعلاقات الإنسانية، من حب وكراهية، ومعرفة بالتعبير بالجسد، وهذا أمر مغلوط”. وأثارت سلسلة “سوحليفة” في جزئها الثاني، جدلا واسعا باعتبارها تشكل خطرا محدقا بالأطفال الذين يتابعونها، وبالتالي يجب إيقاف بثها، وفق ما طالب به حقوقيون ونشطاء.